محمد مطهر حسين.. والعودة من ليبيا إلى بنغلاديش بعد تسعة أعوام
نشر موقع المنظمة الدولية للهجرة مقالاً يسلط الضوء على الشاب محمد مطهر حسين من بنغلاديش، وقصة وصوله إلى ليبيا ومواجهته الظروف المرافقة للصراع الذي عصف بالبلاد على مدى عقد من الزمن.
رحل والد محمد، وهو يبلغ من العمر عشر سنوات فقط، تاركاً إياه معيلاً لأمه المريضة وشقيقاته الخمس؛ مما دفع محمد للعمل في محل بقالة في “نواكالي” جنوب شرق بنغلاديش، قبل أن يقرر السفر إلى ليبيا عام 2012.
يقول محمد إنه كان يعمل ويكسب المال عندما كان الوضع في ليبيا مستقراً، إلا أنه بات يخشى الموت بعد تأجج الصراع.
ومع قرارات الإغلاق التي فرضها فيروس “كورونا” في عام 2020؛ خسر محمد عمله وبات دون مستقبل واضح إلى أن سمع ببرنامج العودة الإنسانية الطوعية “VHR” التابع للمنظمة الدولية للهجرة.
ولصعوبة العثور على وظيفة بعد الأزمة في ليبيا، وبسبب إجراءات الحد من فيروس “كورونا” في البلاد؛ عاد محمد إلى بنغلاديش عن طريق المنظمة الدولية للهجرة، برفقة 124 مهاجراً آخرين من بنغلاديش، يوم الثلاثاء الفائت، ليلتقي زوجته وأولاده وشقيقاته اللاتي لم يرهنّ منذ تسع سنوات.
وهذه الرحلة هي الثانية بتمويل من الاتحاد الأوروبي خلال أسبوع لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية منذ أن أوقفت وزارة الداخلية جميع الرحلات الجوية الإنسانية من ليبيا في أغسطس الفائت.
وقد غادرت الرحلة الأولى من مطار مصراتة، وعلى متنها 127 شخصاً إلى غامبيا، في 22 أكتوبر الجاري.
وبحسب رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، فيديريكو سودا؛ فقد عاد أكثر من 53.000 مهاجر من ليبيا منذ عام 2015، بطريقة آمنة وقانونية، من خلال برنامج “VHR” التابع للمنظمة الدولية للهجرة، واصفاً البرنامج بأنه بمثابة شريان الحياة لكثيرين.
جديرٌ بالذكر أن المهاجرين العائدين يخضعون قبل المغادرة للفحوصات الطبية والمساعدة في النقل، قبل المغادرة وخدمات الاستشارة وفحص الحماية، ويتم اختبارهم للكشف عن فيروس “كورونا” قبل الصعود إلى الطائرة.
وتدعم المنظمة الدولية للهجرة المهاجرين في بلادهم على إعادة الاندماج، ويأمل محمد من خلاله في أن يتمكن من الاستفادة من هذه المساعدة؛ لفتح متجر صغير شبيه بالمتجر الذي تركه عندما سافر إلى ليبيا منذ سنوات.