محام تونسي يحذر من “استغلال” بلاده في الصراع الليبي
حذر الناشط والمحامي التونسي عماد بن حليمة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد من التضحية بالسيادة من أجل الريادة، في إشارة للمعونات القطرية التي تقدم لتونس للتصدي لكوفيد 19.
وعلق بن حليمة على كلمة سعيد التي ألقاها بمناسبة تدشين المستشفى العسكري الذي كان هدية قطرية بأن له برنامجا واسعا في الخدمات الاجتماعية ذا علاقة وطيدة بالقطاع الصحي، معتبرا أن كل هذه المشاريع التي تريدون الريادة فيها تمويلها أجنبي على اعتبار لا سلطة لك على ميزانية الدولة وفق نظام الحكم الجديد وأن الإنجازات من اختصاصات الحكومة.
وأضاف بن حليمة أن على الرئيس التونسي أن يعي جيدا أن الدول الأجنبية التي ينتظر منها الدعم المالي لتنفيذ برنامجه الانتخابي ليست مؤسسات خيرية إنما هي ترعى مصالحها الدبلوماسية والاستراتيجية العليا ومنطق الأشياء في عالم الأعمال المبني على الأخذ والعطاء وعليه يمكن للإعانة أن تنقلب إلى رشوة لقاء خيانة – حسب وصفه.
وأشار بن حليمة لما وصفها بـ “المراوغات” التي يقوم بها سعيد في توضيح الموقف الرسمي من الملف الليبي، من باب ما وصفه بـ “توخي الحذر” حتى لا يغضب الأتراك والقطريين الذين وعدوه بالعون المادي لتمويل “المشاريع الرئاسية” في إطار نوع جديد من الدبلوماسية يضاف إلى الدبلوماسية البرلمانية التي نظَّر لها الغنوشي وهي دبلوماسية الشحذ الخارجي لتنفيذ الوعود الانتخابية لرئيس الجمهورية.
وحذر بن حليمة من “التكلفة المرتفعة” لهذا النوع من الدبلوماسية التي تأتي على حساب السيادة الوطنية خاصة فيما يتعلق بالدعم التركي والقطري فهؤلاء يديرون الحرب على ليبيا و يدعمون الإخوان للإمعان في تخريب البلد وقطع أوصاله حسب قول بن حليمة.
ورفض بن حليمة أن تصبح تونس قاعدة خلفية لتحضير اعتداءات على ليبيا مشددا على أن تقدير المصلحة الدبلوماسية تؤخذ فيه بعين الاعتبار المصلحة العليا للشعب ولا تسطر دائما وفق القناعات الشخصية للرئيس التي يمكن أن تصب في واد آخر، مشيرا إلى أن الأتراك والقطريين بصدد استفزاز الجيش الوطني الليبي عبر الإيهام بأن الإخوان هم الحاكمون في تونس وبأنهم يناصرون حكومة الوفاق ومليشياتها – حسب وصف بن حليمة- ضد الجيش الوطني لأخذ الدولة عنوة إلى مربع نصرة قوات الإرهاب، مستشهدا بأن إنزال المساعدات الطبية التركية الموجهة لحكومة السراج المسيطرة على المعبر الحدودي في مطار جربة وتركيز المستشفى القطري على بعد كيلومترات من الحدود الليبية ما هو إلا إيحاءات باصطفاف تونس إلى جانب السراج في محاربة قوى الجيش الوطني الليبي وسعي لاستغلال المناطق الحدودية لتركيز محطات استخبارات وتجسس على الجوار.