مجموعة الأزمات الدولية تدفع نحو خفض التصعيد شرق المتوسط
حثت مجموعة الأزمات الدولية القادة الأوروبيين على الترحيب بعلامات المصالحة من أثينا وأنقرة ودفعهما نحو المحادثات.
وتأتي هذه الخطوة بعد تراجع اليونان وتركيا عن حافة المواجهة العسكرية بشأن التنقيب عن الغاز في المياه المتنازع عليها في البحر الأبيض المتوسط.
وقد وصل نزاع محتدم بين تركيا واليونان حول الحقوق البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط إلى نقطة الغليان تقريبًا في أغسطس، حيث تجنب البلدان –بصعوبة- وقوع مواجهة بحرية، نتيجة قيام سفينة الأبحاث التركية ، Oruç Reis، بمسح قاع البحر بحثًا عن رواسب الغاز الطبيعي في المياه المتنازع عليها بالقرب من جزيرة Kastellorizo اليونانية قبالة الساحل الجنوبي لتركيا، لترسل اليونان سفنها الخاصة لمواكبة الحراسة البحرية للسفينة التركية Oruç Reis.
وأدت المناورات التي قامت بها الأساطيل المتنافسة إلى تصادم بين الفرقاطات اليونانية والتركية، كما نشرت فرنسا سفنا حربية لإجراء تدريبات مشتركة مع البحرية اليونانية وطائرات رافال المقاتلة في جزيرة كريت.
وتعود هذه الدعوات من مجموعة الأزمات الدولية في وقت، أسفرت فيه الدبلوماسية المتسارعة للقادة الأوروبيين عن إشارات ترحيب بخفض التصعيد، فقد استدعت تركيا سفينة Oruç Reis إلى الميناء ، فيما يتواصل مستشارو القادة اليونانيون والأتراك، ويجتمع مسؤولون عسكريون من كلا الجانبين في مقر الناتو، ولكن كل هذه التطورات لا تمنع وجود تهديد بوقوع المواجهة.
وتضغط اليونان، إلى جانب فرنسا وقبرص، لفرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي على تركيا بسبب تنقيبها عن الغاز الطبيعي في المياه التي تطالب بها اليونان وجمهورية قبرص، ولكن هذه الإجراءات العقابية تدفع نحو تأثير معاكس، قد يدفع تركيا إلى التصرف بشكل أكثر عدوانية في شرق البحر المتوسط، ما يجعل التعامل مع هذا النزاع أمرًا بالغ الأهمية لاستعادة علاقات الجوار بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ما يصب في مصلحة جميع الأطراف، بما في ذلك اليونان.