مبادرة السراج تُشعل “هدرزات” المستحيل والممكن
انهالت الانتقادات على مبادرة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، التي تقترح إجراء انتخابات رئاسية ونيابية في شهر مارس المقبل، معتبرة أنها “دعوة للانتحار” وتخالف الاتفاق السياسي، كما قال أستاذ القانون الدولي الدكتور سامي الأطرش في مداخلة لقناة 218، الاثنين.
وهاجم الأطرش مبادرة السراج بشدة، واعتبر أنها عاجزة عن فعل شيء على أرض الواقع لأن الانتخابات تحتاج إلى إعداد ومناخ أمني يضمن إجراءها ونجاحها، وأضاف أن الناس لا يمكن أن تثق في الانتخابات بالوقت الراهن في ظل الأوضاع المعيشية المتردية وأصبح همهم توفير احتياجاتهم اليومية.
من جهته، ذكر عضو مجلس النواب الدكتور عبدالسلام نصية، أن ليبيا تمر في أزمة ولا بد من الاحتكام إلى الشارع لحل هذه الأزمة، مبينا أن فكرة إجراء الانتخابات ليست بجديدة ويجب أن ننظر إليها من جانب أنها هل ستكون حلا للأزمة.
وأشار نصية لـ218، إلى أن موضوع إجراء الانتخابات يحتاج إلى أرضية تشريعية وفترة زمنية محددة، معتقدا أن رئيس مجلس النواب لا يعارض الانتخابات ولكن يجب أن تمر بالقنوات التشريعية.
ويقول متابعون إن السراج رمى بالورقة الأخيرة بدعوته لإجراء الانتخابات، مع اقتراب انتهاء عمر الاتفاق السياسي واستعصاء الأزمة على الحل، مع اليقين بأن مستقبله لن يكون مضمونا في المرحلة المقبلة وأن لا مفاجآت ستأتي بها الانتخابات.
ويؤكد آخرون أنها فكرة واقعية بالنظر لحالة التعنت التي تتمسك بها العديد من الأطراف، والشروط “التعجيزية” التي توضع هنا وهناك للموافقة على تمرير الاتفاق الذي لم ير النور منذ العام 2015، حيث من الممكن أن يكون صوت الليبيين الحاسم في تقرير مصير البلاد واختيار من يرأسهم وينوب عنهم في البرلمان.
ومع السكون الدولي تجاه مبادرة السراج تبقى الردود عليها حتى الآن ضبابية ولا يمكن ترجيح كفة أغلبية تؤيد أو تعارض المبادرة، فلم يصدر أي ترحيب أو شجب من الأطراف المؤثرة على الأرض، ولا حتى من الدول التي يهمها التطورات على المشهد الليبي، وإلى هنا تصل المناكفات إلى مفترق جديد، فمن كان يؤيد الانتخابات بالأمس أصبح ضدها بمجرد أن أعلنها السراج.