ما علاقة تويتر وترامب بملف الفساد في ليبيا؟
تقرير خاص 218
دخل موقع تويتر في الجدل الكبير الذي أحدثه المبعوث الأممي غسان سلامة في تغريدة حول الفساد في ليبيا، واقترن اسمه في ليبيا، مند سنوات بأبرز الأحداث السياسية والعسكرية. لكنّ سلامة غيّر قواعد اللعب في عالم التغريد، وأصبح النجم الأول دون منازع في ملف الأزمة الليبية، لكونه مبعوث الأمم المتحدة فيها، وما جلعه اللاعب والنجم الوحيد، هو عدم اقتراب المسؤولين الليبيين الذين لهم حسابات على تويتر، إلى صفحة غسان سلامة، وعدم التعليق عن ما يكتبه سلامة بشأن الملف الليبي.
ومازاد الحيرة أكثر، أن عددا لا بأس بهِ من المسؤولين الليبيين، والذين زاد نشاطهم بشكل ملحوظ على توتير، لم يردّوا على المبعوث الأممي بشأن تصريحه الذي قلب الدنيا في ليبيا وأربك حسابات الساسية فيها، وهُو الأمر الذي يعدّ غريبًا في عالم التغريد، نظرا لأهمية الردود وصُنع الحوار حول التصريحات والأفكار، التي من شأنها أن تجعل الليبيين قريبين من الحراك العام في بلدهم ويُشكّل لهم صورة واضحة عن مُجريات الأمور.
ردّة فِعل الأجسام السياسية المُتمثّلة في المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، كانت مُختلفة عن ردّة فِعل المبعوث الأممي، في ملف الفساد المُمنهج في ليبيا، فهي لم تلجأ لـ”تويتر” أو تشكوا لهُ حالها، بتغريدة أو أكثر، على صفحات مسؤوليها بذات الطريقة. بل اكتفت فقط بالبيانات “الخجولة” على صفحاتها الرسمية عن ما قاله المبعوث الأممي.
أمرًا آخر كان منسيًا في هذا الحراك العام حول ملف الفساد، الذي فُتح ويعتقد كثيرين في ليبيا أن لن يُغلق ببساطة، أن الدكتور غسان سلامة، يفهم جيدا أن صفحته الشخصية لا تعكس آراء البعثة الأممية، وهي صفحة خاصة تعني بحياته واهتماماته السياسية والفكرية بشكل عام. ويُمكنها في حالات خاصة، أن تكون دافعًا مُساعدًا في مهمته الأممية في ليبيا. وقد نجح في هذا أكثر من مرة. والذي لم يقرأه رؤساء المجالس الثلاثة بشكل واقعي وأكثر فاعلية، وقرّروا عدم دخولهم لعالم التغريد، والتفاعل العام مع جميع المغدرين الليبيين، ومشاركتهم أفكارهم وتطلعاتهم حول الحلول في ليبيا، بعد أن فشلوا في كسب ثقة الليبيين لهم. ولم يُجرّبوا لمرة واحدة مشاركة الليبيين لهمومهم. ولو على الفسيبوك أو تويتر على وجه خاص.
وكان دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، قد نبّه العالم مند وصوله إلى البيت الأبيض، أن الطُّرق السياسية السابقة، قد عفى الزمن عليها، ولم تعُد مُجدية، بعد نسفه لفكرة المؤتمرات الصحفية والإيجاز العام التي تعمل عليه بعض الحكومات لشعوبها. في لجوءه لموقع تويتر وصناعة وكالة أنباء خاصة بشخصه، عبر صفحته التي تغيّرت وأصبحت قاعدة عالمية لتصفية الخصوم وإصدار القرارات الهامّة.