ما سر عدم تبني تونس موقفا واضحا تجاه ليبيا؟
بسبب التطورات السياسية المتلاحقة التي تشهدها ليبيا مؤخرا والتنافس الإقليمي والدولي الواضح خاصة التباين بين مصر من ناحية والجزائر من ناحية أخرى؛ فإن تونس تأخذ زاوية المراقب بينما هي معنية سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا بالدرجة الأولى.
موقف تونس هذا؛ عبر عنه الرئيس قيس سعيد خلال لقائه وزير خارجيته عثمان الجرندي، عندما شدد على أن بلاده لا تدخل في تحالف مع أي كان لضرب تحالف آخر، خاصة في خضم بحث الأطراف الليبية عن مساند لها حيث كانت تونس مقصدا للتنافس بين رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا.
وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير المختص في الشأن الليبي، مهدي ثابت، في حديث له مع “العربي الجديد” أن موقف تونس هذا سلبي؛ لأنه يجب أن يكون هناك موقف تونسي واضح مما يجري في ليبيا، وأن يكون هناك تأثير تونسي في هذا الملف الحيوي، الذي رآه غائبًا بسبب انشغالها بأوضاعها الداخلية والملف الاقتصادي الشائك.
كما اعتبر الناشط الحقوقي التونسي المهتم بالشأن الليبي، مصطفى عبد الكبير، أن تسارع الأحداث في ليبيا أربك تونس كما هو الحال مع غيرها من دول العالم التي تتمتع باستخبارات قوية في ليبيا.
وأضاف عبد الكبير أن موقف تونس في ليبيا هو “اللا موقف” حيث تتعامل بنفس دبلوماسية الرئيس السابق الباجي قائد السبسي، لأن تونس بين نارين ولا تريد دعم طرف على حساب آخر مما قد يؤثر على مصالحها في ليبيا.