ما بعد غريان …
خاص – تقرير
إعلان قوة حماية غريان التابعة لحكومة الوفاق سيطرتها على منطقة القواسم بالمدخل الشمالي للمدينة بعد ساعات من اشتباكات امتدت إلى مركز المدينة، ليتم لاحقا إعلان السيطرة الكاملة على غريان، مركز عمليات المنطقة الغربية التابعة للقوات المسلحة لما يزيد عن 80 يوما، يفتح الباب أمام احتمالات واسعة تأتي في مقدمتها إعادة تموضع القيادة في مدينة أخرى.
وبينما تعد ترهونة هي الأقرب لتكون بديلا لغريان إلا أن اختيارها سيحتم تأمين خط جديد للإمداد بعد أن كانت الطريق الرابطة من غريان إلى الجبل مرورا بمزدة ومنها إلى الشويرف وصولا للجفرة هي الطريق الرئيسة التي استخدمت طيلة فترة المعارك.
ويرى مراقبون أن فرضية تغيير هذا المسار تُصَعِّب المهمة وتجعل من الخيارات البديلة تنحسر في طريق الشويرف بني وليد ترهونة، وهو ما يعني بالضرورة فقدان مساحات جغرافية كانت لا تبعد كثيرا عن العاصمة، وتُدخل الجيش في حسابات أقلها عدم مقدرته على التواصل بأريحية مع مجموعات الزنتان والوطية من جانب، وتبدد فكرة المحاور السبعة من جانب آخر.
وعلى الرغم من أن الحديث لا يزال مبكرا للبحث عن بديل، إلا أن أصواتا عسكرية تدفع باتجاه ضرورة استعادة غريان قبل الإنتقال أو التفكير في أي مرحلة جديدة .
وفي كلتا الحالتين فإن نقطة انطلاقة جديدة فُرضت في مشوار المعارك قد تشكل منعرجا وترسم إطارا للمراجعات العسكرية لدراسة الموقف بعين أكثر واقعية.