ماذا يطبخ في فيينا؟
رمزي الجدي
اليوم الجمعة 22/06/2018 سينعقد اجتماع الدول المصدرة للنفط أوبك. لكن هذه المرة ستكون مختلفة عن كل مرة هذه المرة الهدف مختلف، فقد غيرت معظم دول الأوبك من مراكزها و كذلك من حصصها الفعلية المتفق عليها في المنظمة. فالعجز الذي منيت به الموازنة السعودية في الأعوام الماضية جعلها تنفرد عن باقي دول المنظمة بزيادة حصتها من الإنتاج إلى 12 مليون برميل بدل الحصة الفعلية 8 مليون برميل الخسائر في المملكة العربية السعودية ، وهي في هذه المرة تطالب بزيادة حصتها لكي تصل إلى 12.5 مليون برميل يومياً و هذا الطلب يعتبر غير مقبول بالنسبة للعراق و ايران.
فإيران تريد إبقاءها في الإنتاج الكلي للأوبك أو على الأقل للحفاظ على المستوى الحالي في حين تطالب السعودية لزيادة الإنتاج في المملكة العربية السعودية. الاجتماع سوف يكونساخن يوم غد الجمعة ، و الاجتماعات الفردية بدأت منذ يوم امس في فيينا كل حسب مصالح بلاده لإقناع الآخرين بمواقفهم.
حيث يراهن السعوديين على الربع الثالث من عام 2108 لزيادة الإنتاج و تحقيق فائض في الموازنة لتغطية مشاريع خطة التحول التى دشنتها المملكة و التى تحتاج إلى ميزانية ضخمة حيث أن الربع الثالث و التى تشمل إنتاج 6 ملايين برميل للأوبك، و في هذا الاجتماع تستعين السعودية بحليف من خارج الأوبك وهو روسيا حيث سيحضر الاجتماع السيد ألكسندر نوفاك، وهو حسب تصريح له مقتنع تماماً بزيادة الإنتاج ، والزيادة المتوقعة سوف تكون مليون برميل و هي حسب الترشيحات و هذه سوف يسبب تراجع لسعر النفط ما بين 3-4 دولار للبرميل ليثبت سعر البرميل عند 66.22 دولار للبرميل لكن الجدير بالذكر أن هذه الزيادة سوف تشمل السعودية في صفقة مع إيران، و من المتوقع أن تمنح الإمارات زيادة 115 ألف برميل ، و الكويت 108 ألف برميل في حين سوف لن تكون هنالك زيادة للدول المتبقية و هي أنغولا وفنزويلا والعراق ونيجيريا وليبيا، و قد شهدت ليبيا دخول عصابات مسلحة على منطقة الهلال النفطي و حرق عدد خزين تجميع هما الخزان رقم و الخزان رقم 12 بسعة 400 ألف برميل، مما قلص السعة الإستيعابية لخزانة التجميع بالميناء الرئيسي في ليبيا وهو ميناء السدرة إلى حوالي 550 الف برميل بدل 950 ألف برميل قبل الهجوم المسلح.
الاجتماع غداً حافل و حامي الوطيس و فرصة ليبيا تبدو ضعيفة مقابل باقي الدول لزيادة إنتاجها و تعافي الوضع الاقتصادي المتردي، فهل ينجح فرسان المؤسسة الوطنية للنفط بإقناع باقي الأعضاء و التمسك بحق ليبيا في زيادة الإنتاج؟ هذا ما ستكشف عنه نتائج اجتماع غد، و نسأل إلهه التوفيق لوفد المؤسسة الوطنية للنفط.