ماذا كسبت “الوفاق” من السيطرة على الساحل الغربي؟
تقرير | 218
باتت مدن وبلدات في الساحل الغربي تحت سيطرة قوات الوفاق بعد هجوم نفذته على قوات الجيش الوطني، مدعومة بغطاء جوي من طائرات مسيرة تمكنت خلالها من إعادة سيطرتها على هذه المناطق الواسعة، فما هي أهميتها الاستراتيجية؟
تمثل مدن الطريق الساحلي التي تربط العاصمة بالحدود التونسية أهمية كبيرة، وبفقدانها تصبح طرابلس محاصرة من البر، كما أن مدينتي صرمان التي تبعد 60 كيلو مترا عن العاصمة وصبراتة التي تبعد 70 كيلو مترا من أهم المدن الاستراتيجية على الشريط الساحلي ومن يسيطر عليهما يستطيع السيطرة على بقية مدن الغرب، وتعد المدينتان حيويتان من حيث التبادل التجاري وحركة المسافرين من وإلى الحدود التونسية.
وتعتبر مدن العجيلات والجميل ورقدالين التي تبعد عن العاصمة 80 كليومترا و100 كليو متر و120 كليو مترا على التوالي، مهمة استراتيجيا رغم عدم وقوعها على الطريق الساحلي، إلا أنها تربط مناطق أقصى الغرب بجبل نفوسة والتي سيطر الجيش الوطني على أجزاء كبيرة منها أواخر الشهر الماضي.
أما زلطن التي تبعد حوالي 130 كليومترا عن العاصمة، آخر مدينة على الطريق الساحلي، فهي قريبة من الحدود التونسية، وهنا يكمن موقعها الاستراتيجي، أما بالنسبة إلى منطقة العسة التي تتبع مدينة رقدالين إداريا فيوجد فيها معسكر لحرس الحدود مكلف بمراقبة عمليات التهريب ويشهد منذ سنوات مناوشات على أحقية من يسيطر عليه نظرا لأهميته لدى كل الأطراف، كما يعد قريبا من قاعدة الوطية التي يسيطر عليها الجيش الوطني منذ 2014.
وأخيرا مليتة التي تتبع إداريا العجيلات، ولها أهمية استراتيجية لوجود ميناء نفطي بها ومجمع للغاز وأنبوب الغاز الذي يربط ليبيا بإيطاليا، ونظرا لوقوعها على الطريق الساحلي تحيط بها ثلاث مدن زوارة غربا، وصبراتة شرقا، والعجيلات من الجنوب، وتعد نقطة صراع دائم على مر السنوات الماضية، وفيها حاجز أمني مشدد ودائم على الطريق الساحلي.