ماذا فعل صدام قبل 29 عاماً.. الكويت غاضبة
218TV|خاص
قبل 29 عاماً استيقظ سكان العاصمة الكويتية على أصوات طائرات حربية تنفذ غارات على مواقع رسمية وعسكرية، فيما كان صوت الدبابات وهي تسير في شوارع العاصمة “جرس منبه” لنساء وأطفال دولة كانت قد أطلقت للتو على نفسها خلال دورة رياضية إقليمية اسم “أرض الصداقة والسلام”، إذ احتاج الكويتيون لساعات طويلة للتثبت من أن ما يحصل هو “احتلال عراقي” لأرضهم بسبب خلاف نفطي كشف عن أطماع الرئيس العراقي السابق صدام حسين بـ”نفط الكويت”، ومحاولة شطبها عبر غزو بربري كما وصفته دول عدة عام 1990.
تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت بدت كما لو أنها في الذكرى السنوية الأولى للغزو، إذ استعاد كويتيون آلاف المقاطع التي وثقت الهجوم العسكري صبيحة الثاني من أغسطس لاحتلال دولة الكويت، فيما أظهر الكويتيون رفضهم لـ”عفى الله عما مضى” بل يريدون توثيق الجريمة، واستعادتها مع مرور الذكرى سنويا، لتذكير الأجيال الكويتية المقبلة بـ”فداحة الجريمة” التي ارتكبها نظام صدام حسين بحق دولة شقيقة، وشعب مسالم وفق ما يقوله كويتيون.
جدل سياسي كبير ينطلق في الكويت سنويا مع مرور الذكرى الأليمة، ففيما تقول أوساط كويتية إنه ينبغي بناء ثقافة سياسية جديدة تفرق بين نظام صدام حسين وبين “عراق ما بعد صدام”، وبين الشعب العراقي أيضا، لكن أوساط كويتية أخرى تعتقد أن أصحاب الرأي الأول يمارسون “عاطفة سياسية” لا تعالج أسباب الجريمة السياسية والعسكرية التي ارتكبها العراق، فيما تتساءل هذه الأوساط عما إذا كانت الأصوات السياسية العراقية التي تطالب بضم الكويت باعتبارها جزءاً من الجغرافيا العراقية، هي جزء من العراق الجديد الذي ينبغي للكويتيين بناء ثقافة سياسية جديدة، وتصالحية معه، علما أن صدام حسين قد ضم الكويت، واعتبرها وقتذاك “المحافظة العراقية رقم 19″، وقام بإلغاء النظام السياسي بها، وألغى عملتها الرسمية، وأخضعها تماما لسلطة نظامه في بغداد.
وفي يناير 1991 قرر الرئيس الأميركي السابق جورج بوش شن حرب دولية لتحرير دولة الكويت، وهي “الحرب الثانية” في الخليج العربي، وحملت اسم “عاصفة الصحراء”، إذ استطاعت قوات عسكرية عربية الاندفاع من الحدود السعودية إلى الأراضي الكويتية لتحرير العاصمة الكويتية، إذ قام الجيش العراقي بتفجير أكثر من 600 بئر نفطية قبل انسحابه بساعات، وهو الأمر الذي تسبب بكارثة إنسانية للبيئة الكويتية لا تزال تداعياتها الصحية قائمة حتى اليوم.