مؤتمر أبل للمطورين: التاريخ يُصنع اليوم!
بالنسبة للملايين حول العالم، أبل هي الشركة صاحبة الضربة الأولى دائمًا في عالم التكنولوجيا. إنها الشركة التي تتجرأ دائمًا على أخذ خطوات تطويرية صعبة للغاية، وإذا لم يتم تنفيذها جيدًا، ربما تقضي عليها بالكامل. لكن خمنوا ماذا؟ في كل مرة أبل تتخطى الحدود، وفي كل مرة تنجح!
أبل أثبتت للجميع على مدار سنين طويلة جدًا، أن سياستها التطويرية ناجحة. ربما في الأعوام الأخيرة كانت التطويرات بسيطة للغاية، وهذا جعل بعض المستخدمين مستائين. لكن اليوم أبل تعوِّض الجميع، اليوم أبل تصنع التاريخ فعلًا.
مؤتمر أبل للمطورين 2020 – WWDC هو نقلة نوعية لأبل، ولعالم التكنولوجيا التي تعيد (هي بالتحديد) صياغته مع الوقت. اليوم سنتحدث عن أبرز النقاط المحورية التي عرضتها أبرز الأسماء في أبل، مسلطين الضوء على تيم كوك في أكثر من موضع، لأن هذا الرجل يستحق فعلًا.
الافتتاحية المؤثرة
بمجرد بدء المؤتمر، ظهر علينا تيم كوك، الـ CEO الخاص بأبل. وأول ما تحدث عنه تيم لم يكن التكنولوجيا، بل البشر. سلط الضوء على مسألة العنصرية والتمييز المبني على العِرق، والذي ظهر على الساحة عقب مقتل جورج فلويد أسمر البشرة، خنقًا على يد شرطيّ أمريكي أبيض البشرة. وهنا أعلن عن مجهودات أبل في مساندة القضية، حيث تبرعت بـ 100 مليون دولار لصنع مبادرة لدعم ذوي البشرة السمراء. كما أنها أقامت معسكر تطوير تكنولوجي فقط مخصص لذوي البشرة السمراء كي لا يشعروا بالتمييز بأي شكل من الأشكال.
وبعدها مباشرة تحدث عن فيروس كورونا المستجد، وشكر كل العاملين بالمجال الطبي على مستوى العالم، وأشاد بمجهوداتهم التي استطاعت بالفعل تحجيم الفيروس بدرجة كبيرة.
وأخيرًا انتقلت الكاميرا إلى Craig Federighi، نائب رئيس الشركة. وكراج هو الوجه الأبرز في المؤتمر كله، وقام بتسليم الميكروفون إلى مهندسين آخرين بالشركة ليعرضوا المزيد والمزيد من المميزات، وعاد مرة أخرى لاستلامه، وتقديم المزيد بدوره.
الآن هيا نتحدث عن أبرز ما تم تقديمه في المؤتمر بالنسبة للـ IOS 14 و iPad OS 14 و Air Pods و Apple Watch و Apple TV و MAC OS ومعمارية الـ ARM الصامتة التي ستُزلزل عرش إنتل!
تقديم الـ iOS 14
بالطبع هو أكثر شيء منتظر في هذا المؤتمر، وبالفعل أبل جعلته واجهة مؤتمرتها لعام 2020.
والمزايا كالآتي:
– مكتبة التطبيقات – App Library: بدلًا من وجود صفحات، مكتبة التطبيقات ستضم التطبيقات المتشابهة، ويمكن أن تخفيها إذا أردت.
– عناصر الواجهة – Widgets: الآن أصبح من الممكن استخدام أي عنصر بأي حجم تريده، بل وتخصيص مفردات كل عنصر بشكل منفصل.
– خاصية Smart Stack: وهي خاصية تتيح لك الوصول السريع إلى البرامج عن طريق الضغط مطولًا على أحد ملفات مكتبة التطبيقات، ثم فتح التطبيق من خلال قائمة ستظهر بعدها مباشرة. كما أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بترتيب التطبيقات مع بعضها البعض حسب احتياجاتك، وحسب توافقية التطبيقات مع بعضها البعض.
– خاصية Picture-in-picture: أصبحت التقنية أخيرًا متاحة للآيفون، حيث تستطيع تشغيل فيديو مثلًا، في وضع (طفو) فوق البرامج الأخرى.
– تغيير شكل Siri بالكامل: الآن أصبح فتح سيري عبارة عن دائرة صغيرة بمنتصف الجزء السفلي من الجهاز، وأصبح عرض معلوماتها في صورة (تنبيه إشعارات) صغير بالأعلى.
– تحسينات على Siri: تمت إضافة ميزة إرسال الرسائل الصوتية مباشرة من خلال سيري، بجانب تحسين نظام قراءة الصوت وتحويله لكلمات عبر تطبيق لوحة المفاتيح بأي تطبيق كتابة. وأيضًا تمت إضافة بعض اللغات الجديدة التي تسمح بعمل محاورات مباشرة مع الأجانب، دون الحاجة إلى ترجمة كل كلمة بشكل منفصل.
– إصدار تطبيق ترجمة رسمي: مثل جوجل، أخيرًا قررت أبل إصدار برنامج ترجمة خاص بها، وينطوي على 11 لغة. يستطيع كذلك من خلال الذكاء الاصطناعي، معرفة اللغة التي تتحدثها مباشرة، دون الحاجة إلى تحديدها مسبقًا، مما يجعل تجربة الترجمة أسهل.
– تحسينات في تطبيق الرسائل: لاحظت أبل زيادة بنسبة 40% في معدل استخدام التطبيق مؤخرًا، ولهذا قامت ببعض التحسينات. والتي تضمنت تثبيت الرسائل – Pin Messages، وكذلك تحسينات في شكل وهيئة الميموجي المتحرك. كما أنها أضافت أخيرًا ميزة الرد على الرسائل بدون فتحها. وأيضًا يمكنك الإشارة إلى أحدهم مباشرة بداخل التطبيق لإعطاء تنبيه له تحديدًا.
– تحسينات محورية في تطبيق الخرائط: قدمت أبل هذه المرة تصميمًا مختلفًا للخرائط، حيث ينطوي على أسلوب انتقال أسلس، ويمتاز بالدقة في عرض الاتجاهات والأماكن. بالإضافة إلى صنع خرائط جديدة تمامًا للمملكة المتحدة البريطانية وأيرلندا وكندا. وليس هذا فحسب، الدليل – Guide أيضًا جزء من المعادلة. وهنا الفكرة ببساطة هي حفظ أماكن مفضلة، ثم تقديم التطبيق لمقترحات مماثلة لها في المستقبل.
– خدمة App-Clips: وفكرتها هي أخذ جزء من برنامج كبير، وإظهاره فقط عند الحاجة. مثل الرغبة في دفع سعر البيتزا في المتجر، فتقوم بتوجيه الهاتف إلى كودٍ بالمتجر، ويظهر مربع صغير App Clip يحتوي على طرق دفع تلك البيتزا بالتحديد. الخدمة مقترنة بأكواد خاصة اسمها App Clip Code، وتجعل الحياة أسهل. والمثال الذي قدمته أبل هو سيارة BMW تعمل بنفس الفكرة، وهنا الـ App Clip هو مفتاح السيارة، والمسجل بداخل السيارة ذاتها. وهنا السيارة تستطيع التعرف على الهاتف المقترن بها بمجرد تفعيل المفتاح على الهاتف، بل والسماح لآخرين بقيادة السيارة مؤقتًا حتى.
الـ iPad OS 14
من بعد الآيفون، بالتأكيد يأتي الآيباد!
والمزايا كالآتي:
– شريط جانبي – Side Bar: في تطبيق الصور مثلًا، أصبح هناك شريط جانبي يمكنك من التنقل بين الألبومات بشكل أسهل من السابق، وأيضًا يخولك من نقل الصور عن طريق آلية السحب والإفلات. والشريط الجانبي موجود أيضًا بالعديد من التطبيقات المهمة، وعلى رأسها تطبيق الملاحظات – Notes.
– مكالمات لا تبتلع الشاشة: الآن لن تبتلع المكالمات الشاشة، فأصبحت المكالمة تأتي في صورة إشعار صغير بالأعلى، يمكن رفضه في أي وقت. وهذه خاصية انتظرها عشّاق أبل، بينما تغنَّى بها الأندرويد لسنين طويلة.
– تعميم آليات البحث: البحث الآن أصبح أكثر شمولية. فشريط البحث الرئيسي مثلًا بات قادرًا على البحث عن التطبيقات (أو بداخل التطبيقات)، المعلومات، الملفات، وأي شيء. سواء على الآيباد، أو على الإنترنت.
Apple Pencil
الميزة الرئيسية التي أتت للقلم هنا هي Scribble. والتي تنطوي على تحويل النصّ المكتوب بالقلم، إلى نصّ يمكن أن يتعرف عليه نظام التشغيل كنصّ قابل للنسخ والتعديل، مع الحفاظ على هيئته اليدوية بداخل برنامج التحرير.
بالإضافة إلى إمكانية تسخير الذكاء الاصطناعي لقراءة الأشكال الهندسية بهدف رسمها بدقة واحترافية، من خلال قياس زوايا الرسم اليدوي، والعمل على ضبطها.
الـ Air Pods و Air Pods Pro
ليس هناك الكثير بخصوص الآير بودز في الواقع، التحديث الوحيد هنا هو تعرُّف السماعة على انتقالك من جهاز إلى جهاز بداخل الـ Eco-System، فبالتالي تقوم بالتبديل وحدها. بدون الحاجة إلى فصلها عن جهاز، وإعادة تعريفها على الجهاز الآخر.
التحديث هنا لسماعات Air Pods Pro إضافة الصوت المحيطي – Spatial Sound. والسر يكمن في استخدام محرك التسارع الموجود بالسماعة، من أجل إعادة توزيع الصوت بناء على حركة الرأس، أو حتى حركة الجهاز المتصل بالسماعة نفسها. لتقديم تجربة صوت محيطي ممتازة، ومتوافقة تمامًا مع تقنية دولبي أتموس، وكذلك 7.1 الشهيرة.
الـ Watch OS 7
نظام تشغيل ساعات أبل الذكية نظام ثوري، وتحديثاته الجديدة ثورية أيضًا.
والمزايا كالآتي:
– أكثر من واجهة – Multiple Complications: أصبح الآن من الممكن إضافة أكثر من واجهة للساعة، والتبديل بينهم بسهولة كذلك. مع الوضع في الاعتبار إمكانية تحميل واجهات مطروحة من قبل شركات، أو حتى مُرسلة إليك من أصدقائك.
– تطبيق Workout محسن: تطبيق له شهرة كبيرة لدى مستخدمي ساعات أبل، والآن تمت إضافة خانة تدريبات جديدة فيه تحت اسم Dance. وتعتمد بالكامل على رقصات من مختلف التصنيفات الفنية للأغاني، وتهدف لحرق الدهون. كما أن برنامج قياس معدل التمرينات تحت اسم Activity، أصبح لديه اسم عصري أكثر: Fitness.
– تتبع نظام النوم: أبل تنوي أن يقوم المستخدم بارتداء الساعة في الليل والنهار. وذلك عبر استحداث نظام تتبع لنظام النوم، حيث أنه مرتبط بمعرفة ميعاد نومك وميعاد استيقاظك بناء على مستوى تنفسك، فبالتالي يوقظك بالرنين، أو بالاهتزاز. كما أنه في ميعاد النوم، تدخل الساعة كذلك في سبات، وهذا كي تبعدك تمامًا عن المشتتات.
– غسول الأيدي مهم: نظام جديد وظريف في ساعات أبل، حيث تعرف الساعة أنك بدأت في غسيل يديك، فتقوم بعمل عداد يهبط من 20 إلى 1 ثانية. ومع كل ثانية تمر، يصدح صوت فرقعة فقاعة صابون مريح للغاية. وإذا أنهيت قبل الـ 20 ثانية، تطلب منك الساعة العودة لإكمال العملية.
الخصوصية
اشتملت التحسينات هذه المرة على تحديد التطبيقات لمستويات الأذونات بداخل متجر التطبيقات، وهذا قبل تحميل التطبيق من الأساس. وحرصت أبل على إجبار البرامج على السؤال في أدق أدق الصغائر قبل الحصول على أي بيانات من المستخدم. وذلك أتى بعد إبراز خدمة Sign With Apple قوتها على مدار الشهور الماضية.
البيت الذكي
الجديد هذه المرة هو إضافة العديد من الاكسسوارات المنزلية في تطبيق Home الشهيرة، لكن ضمن حزمة جديدة تحمل اسم Home Kit. وتشمل المصابيح التي يمكن تغيير الإضاءة خاصتها عن طريق الهاتف (تغيير حرارة الضوء من دافئ في الصباح، إلى بارد قليلًا في منتصف اليوم، إلى بارد بدون درجات لونية زرقاء في المساء).
وأيضًا تم إدراج الكاميرات في المعادلة، والآن تستطيع الكاميرات التعرف على وجوه أفراد العائلة عن طريق عمل تطابق بينها، وبين صور نفس الأفراد في أجهزتك الذكية.
الـ Apple TV
الآن أصبح من الممكن التعامل مع تطبيقات كثيرة بداخل تلفاز أبل، وعلى رأسها هذه المرة Apple Arcade. وليس هذا فحسب، أيضًا إذا تركت لعبة ما، عند العودة تستطيع الاستكمال من حيث توقفت بالضبط. ودعم الألعاب أتى معه دعم لذراع تحكم الإكس بوكس الشهير من مايكروسوفت.
أصبح التلفاز أيضًا داعمًا لتقنية الـ Picture-in-picture، وهذا استعرضته أبل عبر متابعة درس رياضة، مع تشغيل فيديو آخر بجانبه لجمع بعض التعليمات المتعلقة به.
وكذلك أعلنت أبل عن مسلسل جديد تمامًا من إصدارها تحت عنوان Foundation، وهو مسلسل خيال علمي من الطراز الرفيع.
الـ Mac OS
نظام التشغيل الجديد سيكون تحت عنوان Big Sur. والتصميم مجملًا ينطوي على الوِحدة في الأيقونات، مع التركيز على الأيقونات التي يحتاجها المستخدم فعلًا. بجانب تعديل وضبط وتنعيم العديد من أصوات الإشعارات الخاصة بنظام التشغيل. مع الحرص على جعل الشريط الجانبي متأقلمًا بشكلٍ أكبر مع احتياجات المستخدم.
وأهم شيء أَضيف هذه المرة هو مركز تحكم – Control Center. بالضبط كما هو موجود في IOS و iPad OS. نظام تحكم سهل وبسيط لضبط الإضاءة والصوت، ويمكن تغيير مفرداتها أيضًا. وبالطبع يتضمن خانة خاصة بالإشعارات، مجمعة في مكان واحد دون تشتيت.
وأهم مزايا التطبيقات الداخلية كالآتي:
– تطبيق الرسائل: تم وضع نظام لاختيار الصور بداخل التطبيق، وأيضًا تم تحسين الميموجي للماك كما فعلت أبل للـ IOS. مع عمل تحسين لنظام البحث في الرسائل، بجانب تحسين تجربة (المجموعات) في التطبيق.
– تطبيق الخرائط: نفس تحسينات خرائط الـ IOS أتت لتطبيق الماك، بجانب تحسين تجربة الـ In-door Maps والتي تقدم خرائط لبعض الأماكن الشهيرة من الداخل (كالمطارات مثلًا).
– تطبيق Mac Catalyst: وهو تطبيق يقوم بتحويل برامج الآيباد، إلى برامج قابلة للاستخدام على نظام الماك. وهو عمومًا موجه للمطورين، وينطوي على العديد من الـ APIs الجديدة المهمة لهم.
– تطبيق Safari: المتصفح الأشهر من نار على علم، الآن يصير أفضل. وذلك عبر تسريع عرض الصفحات، وعمل تقرير حالة – Privacy Report عن المواقع، وعرض الصلاحات الخاصة بها بالضبط. مع الحرص على عمل مراقبة دورية لكلمات المرور، وتنبيه المستخدم إذا حاولت منصة ما سحبها. وبالطبع الحَدث الأكبر، إضافة Extensions لسافاري، مع وضع قيود حماية شديدة عليها. وكذلك وجود تنسيقات داخلية بالتطبيق، مثل تغيير خلفية واجهة المتصفح حسب ميولك. وأيضًا تقديم خدمة ترجمة فورية للمواقع التي لا تتطابق مع لغتك الأم.
الـ Apple Silicon
هنا يظهر تيم كوك على المسرح، ويقوم بالإعلان عن استغناء أبل في المستقبل عن إنتل تمامًا، والبدء في تصنيع معالجات حواسيبها بنفسها. وبالفعل،يأخذنا تيم في جولة تعريفية تظهر فيها قوّة الماك المبني على معالج A12Z، نفس المعالج الموجود في الآيباد برو 2020. وظهرت قوة المعالج للعيان عندما تم تشغيل لعبة Shadow of the Tomb Raider عليه، بجودة 1080، وبدون تقطيع!
وبعيدًا عن القدرات القوية للمعالج، تم دعم الكثير من البرامج له بالفعل. وعلى رأس تلك البرامج تأتي حزمة Office الشهيرة من مايكروسوفت، وحزمة برامج Adobe المعروفة. بجانب تقديم برنامج Rosetta 2 القادر على تشغيل برامج الحاسوب الشخصي، على الماك. وصديقه الحميم أيضًا Virtualization، والذي يستطيع تشغيل أنظمة تشغيل أخرى بداخله مثل Linux مثلًا (مشابه لفكرة الـ Virtual Machines الموجودة في ويندوز منذ زمن طويل).
أما بالنسبة لمنصّة التطوير، فهي في حجم الـ Mac-Mini، وتحتوي على أوراق وأكواد وصلاحيات خاصة بالمطورين فقط. وبالنسبة لإمكانياتها، فلديها 16 جيجا ذاكرة عشوائية، 512 سعة تخزينية SSD، وشريحة A12Z الشهيرة، وبجانب نظام تشغيل Big Sur الجديد بالطبع، مصحوبًا بالـ X-Code الخاص بالتطوير.
وفي الختام
في النهاية ظهر تيم كوك مرة أخرى وقال إن الماك الجديد سيصدر في نهاية العام، والانتقال الكامل من إنتل إلى أبل سيليكون سيكون في عامين. بينما نسخة الـ Beta من أنظمة التشغيل تصدر اليوم للمطورين، بينما الـ Public Beta تصدر الشهر القادم. والنسخة النهائية ستكون متاحة للجمهور بحلول موسم خريف 2020.