ليبيون يسألون السراج عن الأسعار.. وبوخمادة يُجيب
218TV|خاص
كان يمكن للصورة التي جرى تداولها بكثافة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي طيلة اليومين الماضيين للواء ونيس بوخمادة آمر القوات الخاصة في أحد محال البقالة أن تكون عادية، لولا أنها تُقارَن غالبا مثل هذه الصور بـ”الفجوة العميقة” بين الطبقة السياسية الحاكمة والمواطنين، ففيما يتنقل رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي في رحلات “سياحية وسياسية”، يرزح المواطن تحت جبال كبيرة من اليأس والإحباط، والانتظار لما هو أفضل خلال المرحلة المقبلة، والتي يرى كثيرون أنها من الممكن أن تكون “عصيبة” إذا استمر التناحر السياسي المقلق.
أغلب الظن –وفق ما تقوله أوساط مواكبة للمشهد الليبي- أن فايز السراج وأعضاء “رئاسي الوفاق”، ومعهم أعضاء الحكومة لا يعرفون مستوى أسعار السلع في ليبيا، والجنون الذي وصلت إليه في أوقات عديدة طيلة الأعوام الثلاث الماضية، خصوصا أن تقارير أظهرت أن السراج قد أثّث مكتبا رئاسيا بمليون ونصف المليون، وهو ما يعني أن متعهدا أو سمسارا قد “غشّه” نظرا لكونه يجهل الأسعار في ليبيا، وهو المتحصن دوماً إما بـ”طائرة” تنقله لمؤتمرات لا تُقدّم شيئا لليبيين، أو بقاعدة بوستة البحرية التي سيحتفل في الثلاثين من شهر مارس المقبل بدخوله عامه الثالث فيها.
صورة بوخمادة وهو يقوم بشراء حاجياته من محل بقالة متواضع، مرتديا ثيابا “متواضعة ومريحة”، يجعل المواطنين يتجهون صوب “الفهد الأسمر” لسؤاله ما إذا كانت الأسعار تلائم جيوب المواطنين الفارغة أم لا، خصوصا أن بوخمادة لم يختر طيلة السنوات الماضية “حياة أفضل” من الحياة التي عاشها الليبيون بـ”صبر وتحمّل وتقشف”، مثلما شوهد مرارا “راقدا” في “فندقه الخاص” الذي لم يكن أكثر من “جدار صلب” في جبهة حربية، أراد الإرهاب له أن يسقط لكنه صمد طويلاً، فيما شاهد ليبيون من قبل أيضا أن بوخمادة لم يشرب الماء من قوارير مياه معدنية، بل شربها تماما كما كان يشربها أهالي بنغازي.
يُقال إن الأسعار هبطت، يشهد على ذلك “مبعوث العالم” إلى ليبيا غسان سلامة الذي قال في إحاطته الأخيرة إنها هبطت بنحو 40%، وإذا كان السراج ومعه رئاسي الوفاق لا يمتلكون جواباً، فلعل بوخمادة الذي يعرف كيفية صنع “مبكبة تقشفية” لديه “علم راسخ” بالأسعار التي أصبحت فوق قدرة كثير من الليبيين في “السنوات العجاف”.