الغارديان: ليبيا تدشن حرب الطائرات المسيّرة عالميا
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن ليبيا تدشن استخدام المسيّرات في الحروب الأهلية لتتصاعد الخسائر في صفوف المدنيين بينما تستخدم الأطراف المتناحرة طائرات تركية وصينية رخيصة الثمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام الطائرات المسيّرة الفتاكة كان محصورا في الولايات المتحدة، لكنه انتشر بسرعة، ما أدى إلى وقوع صراعات جديدة، والتسبب في المزيد من الضحايا المدنيين، مع حدوث ثورة في الطريقة التي تُشن بها الحروب.
يحاول الجانبان في الحرب الأهلية المتواصلة – حسب وصف الصحيفة – في ساحة المعركة الرئيسية الآن الحصول على تفوق جوي باستخدام طائرات صينية رخيصة الصنع، وطائرات مسيّرة تركية الصنع ذات تكلفة منخفضة.
وقال كريس كول، الذي يدير مجموعة أبحاث حروب الطائرات المسيّرة، إن ليبيا هي “نقطة البداية” بالنسبة لحروب الطائرات المسيّرة، مضيفا أن “هناك شبكة معقدة من البلدان متورطة ولا يوجد أحد متأكد، من يفعل ماذا بالضبط.”
اعتماد على المسيّرات
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، منذ أبريل حتى الآن قُتل أكثر من 1000 شخص، إضافة إلى نزوح 120 ألفا. ومنذ اندلاع المواجهات في أبريل الماضي كان هناك أكثر من 900 مهمة للطائرات المسيّرة، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وجاء تكثيف استخدام الطائرات المسيّرة، عندما توقفت قوات الجيش الوطني، بعد تحقيق مكاسب مبكرة سريعة، بسبب المقاومة العنيفة من تحالف من الميليشيات التي تقاتل لصالح حكومة الوفاق، ما أدى إلى زيادة الاعتماد على القوة الجوية لاكتساب ميزة تكتيكية، فيما باتت حالةً من الجمود، ولتجنب المزيد من الخسائر العسكرية، كما يقول الخبراء.
وتتابع صحيفة الغارديان البريطانية تغطيتها لاستخدام الطائرات المسيّرة وتشير إلى إلقاء اللوم على طائرات مسيّرة تتبع حفتر في غارة مزدوجة في أغسطس الماضي استهدفت اجتماعًا في دار البلدية في جنوب غرب ليبيا أسفر عن مقتل 45 شخصًا على الأقل.
وباستخدام أسلوب “النقر المزدوج” المثير للجدل الذي ابتكرته الولايات المتحدة، جاءت الضربة الثانية بعد دقائق قليلة لاستهداف المستجيبين الأوائل، اعتقادا من المهاجمين بصلتهم بالأهداف الأصلية، وكان من بين القتلى الضيوف الذين كانوا في حفل زفاف قريب حضروا للمساعدة، وتقول الصحيفة إن عدد القتلى الذي شمل العديد من الأطفال، يمثل واحدة من أكبر الخسائر الفردية في أرواح المدنيين منذ اندلاع الصراع في عام 2011 بعد سقوط معمر القذافي.
وقال جليل هرشاوي، خبير بمعهد كلينغيندال في لاهاي، إن حفتر تحول في الأشهر الأخيرة إلى استخدام طائرات بدون طيار، لأنها أقل خسائر بعد أن تخلّى عن أمله في هجوم عسكري تقليدي ناجح على طرابلس – فهذه المسيّرات تعدّ الأسلحة المثالية لشن حملة مطولة تهدف إلى تقويض معنويات الطرف المقابل.
ويضيف الخبير، “تلعب القوة الجوية دورا أكبر، والطائرات بدون طيار مفيدة للغاية، ولقد رأينا ميلًا أكبر لمتابعة الأهداف الناعمة، وهناك تغاض أكبر للخسائر المدنية، ولم تكن هناك إدانة دولية حقيقية”.
حرب جوية فتاكة
وشهدت الأشهر الأخيرة العشرات من الضربات الصغيرة، بما في ذلك الضربة التي أصابت ناديا للفروسية بالقرب من مقر الأمم المتحدة في طرابلس في أوائل أكتوبر، ما أدى إلى إصابة عدة أطفال، وأُلقي باللوم وفقا للصحيفة على قوات الجيش الوطني بقيادة حفتر، التي تستخدم الطائرات المسيّرة لتدمير المسيرات التركية الصنع التابعة لحكومة الوفاق على الأرض.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات حكومة الوفاق اشترت 20 طائرة مسيّرة من تركيا في فصل الصيف، على الرغم من أن بعض المسيّرات التي تم استبدالها تم تدميرها بواسطة الجيش الوطني الليبي، كما أبرمت أنقرة أيضًا صفقة لبيع 6 طائرات TB2s إلى قطر في عام 2018، وتم بيع 12 منها إلى أوكرانيا هذا العام.
ويقول المحللون إن الحرب الجوية الفتاكة في ليبيا تطيل أمد الحرب الأهلية باستخدام الطائرات المسيّرة الرخيصة نسبيا، ويضيفون أن التاريخ الطويل من السرية حول استخدام الطائرات المسيّرة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها قد خلق بيئة غير أخلاقية بشكل متزايد حول استخدامها، مشيرين إلى أن المستخدمين الجدد للطائرات المسيّرة لا يشعرون بأي التزام كبير بالاعتراف بما فعلوه، لأنه تم بالفعل إرساء قواعد سابقة لعدم الكشف.