ليبيا على خط الأزمة الأوروبية بعد صعود اليمين المتطرف
نشر موقع “ميديا بارت” الفرنسي، تقريرا لهُ، حذّر فيه من صعود اليمين المتطرف في أوروبا، واحتمالية أن يتجه إلى العنف، عبر أنصاره والأفكار التي يتبناها، حول الشعوبية، بعد المسيرات التي نظمها منصارين للنازية والفاشية في أوروبا.
وذكرت مصادر صحفية، إن أوروبا أصبح فيها اليمين المتطرف ينتعش بالخروج العلني وإظهار أفكاره في الشارع، وهو يحشد الناس للانضمام إليه، ومن أبرز المظاهر وأخطرها، كانت الخلايا الفرنسية اليمينية، التي كادت أن تجرّ البلاد إلى كوارث وأزمات.وشكّل ملف المهاجرين غير القانونيين في أوروبا، دريعة قوية للتيار اليميني المتطرف، عبر استخدامه لهذا الملف، في مواجهة حكوماته ومؤسساتها، ومخاطبة الشعوب الأوروبية وتحذيرهم من “أسلمة أوروبا”، بعد موجة المهاجرين في السنوات الماضية.
ويرى مراقبون من المشهد الأوروبي التي أوشك على صناعة وجهه الجديد، إن الخطة التي يعمل عليها الاتحاد الأوربي، حول توزيع المهاجرين على دول الاتحاد، ستُسبّب في إشعال أزمة جديدة مع اليمين المتطرف.
ليبيا على خط الأزمة:
وحول هذا الملف، أكد مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة، إن وزراء الدول الأوروبية وصلوا إلى خطة موحدة ستُساعد المهاجرين في ليبيا، وستساهم في تنظيم العمليات الإنسانية.
ويأتي هذا الاتفاق الأوروبي، بعد أن صعد نجم نائب رئيس الحكومة الإيطالية ووزير داخليتها، ماتيو سالفيني، الذي يتبنّى سياسة تعارض الفكرة الأوروبية، ويعمل على تجنيب إيطاليا الدخول في أزمة لوحدها في ملف الهجرة غير القانونية.
وتعبتر ليبيا، من الدول التي أصبحت في وجه العاصفة الأوروبية، بعد التصريحات الحادة حول المهاجرين غير القانونيين الذين تستقبلهم، بمركز الإيواء. والتي يرى فيها الكثير من الحقوقيين والسياسيين، مراكز غير مؤهلة، لكونها في بلد يعاني من صراعات منذ سنوات.
من جهة أخرى، يخشى التيار الإسلامي في ليبيا، من تراجع نفوذه، بعد التحركات الأخيرة والتصريحات الحادّة ضد الإسلام السياسي التي يطلقها، بعض ساسة أوروبا، بعد الهجمات الإرهابية في أوروبا، وعلاقتها بالإخوان المسلمين الدولي، ومدى تأثيره على الدول التي تعاني صراعات، مثل ليبيا.
نفوذ روسيا واليمين المتطرف:
الأسئلة الشائكة بدأت تُطرح في أوروبا، حول النفوذ الذي وصل إليه اليمين المتطرف الأوروبي، ومصادر تمويله، واتجهت الأنظار نحو روسيا ورئيسها فلادمير بوتين، الذي يُتّهم على دعم اليمين، لإضعاف أوروبا وتشتيتها، والتحكم في إدارتها عبر الشركات الروسية التي تنشط في الدول الأوروبية.
وسرّبت مواقع إخبارية في إيطاليا، تسجيلا صوتيًا، حول هذه المزاعم، يكشف عن أصوات ثلاث رجال أعمال من روسيا، يتحدثون مع رجال أعمال إيطاليين، في فندق “متروبول” بموسكو، يوضح بحسب وسائل إعام في إيطاليا، محاولة للتغطية على الدعم الروسي لحزب الرابطة الذي يتزعمه ماتيو سالفيني.
ولا تعدّ روسيا وحدها التي تتجه إلى أوروبا، بعد أن كشفت معلومات عن دعم مُقدّم من اليمين المتطرف في أمريكا، بقيمة 50 مليون دولار، لليمين المتطرف في أوروبا، لدعم حملاته، على مدى سنوات الماضية.
وحول ألمانيا، أظهر تقريرا لوكالة “بلومبرغ” إن الأحزاب الأوروبية، تعمل على تخليص نفسها من الفكر اليميني، بعد أن تسرّبت معلومات إن الأطراف اليمينة تعمل على اختراق الأجهزة الأمنية في ألمانيا، وتحديدا الشرطة والجيش الألماني.
ورصدت الأجهزة الأمنية الألمانية، أنصارا لحركتي “مواطنو الرايخ” و”المواطنون المستقلون”، ونجحت بعد ذلك من تجريدهم السلاح الذي كان في حوزتهم.
ويعمل اليمين المتطرف في أوروبا، على خطة موحدة، وهي اختراق مفاصل الدولة، والعمل بشكل منظم عبر تنسيق وتنظيم مشترك.