ليبيا حائرة: من الذي “نَحَر المُنْتَحِرين”؟.. دوّر على القاتل
218TV.net خاص
أصحاب “العقول الباردة” في ليبيا سرعان ما سلكوا مسارا هادئا، بعيدا عن الموروث العربي والليبي في “استدعاء الشياطين” كلما وقعت حوادث غامضة، إذ لا يوجد قول رسمي متماسك حتى لحظة إعداد هذا التقرير حول تزايد ظاهرة الانتحار، وهي المربوطة منذ تداول الأخبار عنها بما يُشاع حول “شيطان شارلي” الذي أصبح أشهر مَنْ في ليبيا على مدى الأسبوع، وهي لعبة إنترنتية يُشاع أن لاعبها يصبح “عبدا للشيطان” الذي يأمر ب”أقوال وأفعال” غريبة قبل أن يُصْرع اللاعب مُنْتحِرا.
الإشارات الرسمية “القليلة” التي أمكن تداولها بدأت أولا ب”شرارة مناصحة أمنية” للقيادات العليا أثارت موجة واسعة من “السخرية والاستهجان”، وهي مناصحة انطوت على “الإبلاغ والتحذير” من ظاهرة لعبة شارلي التي قيل إنها انتشرت بين الشباب في ليبيا طيلة الأسابيع الماضية، إذ لا يمكن عمليا أو تحقيقياً حتى اللحظة إثبات النفي بين شيطان شارلي وحالات الانتحار، مع سعي الجميع ل”إِعْمال العقل” بعيدا عما هو مُتداول من حكايات فاقت الأساطير خلال الساعات القليلة.
أصحاب العقول الباردة وجدوا أنفسهم معنيين بـ”زحزحة صخرة شيطان شارلي” من العقول والنفوس التي تسرب إليها فعلا “جزء كبير من القناعة” أن للشيطان علاقة فعلية بمن وُجِدوا منتحرين بدون تفسير علمي أو أمني أو حتى نفسي للحالات التي أمكن تداول معلومات عنها، مع الإشارة إلى أن العديد من الحالات التي أعلن عن انتحارها لا توجد معلومات حاسمة بشأن انتحار أصحابها فعلا.
من هو “الناحِر”؟
يحلو ل”تشبيك” بين أصحاب العقول الباردة والجهات الرسمية الحديث عن “قاتل محترف” هو الذي كمن وراء حالات الانتحار الذي تزايد من دون احصائية رسمية، لكن هناك عجز واضح عن تحديد هوية القاتل، فمنهم من يعتقد أن القاتل قد يكون “حبوب مُخدّرة” عملت دول ومنظمات دولية إجرامية إدخالها إلى ليبيا كـ”بزنس سهل ومُرْبِح” في ظل الفوضى الهائلة التي تشهدها ليبيا، إذ أن مهمة تعقب القاتل في ظل ما تشهده ليبيا هي مهمة مستحيلة تماما.
وفي ظل “صمت أهلي” داخل عائلات المُنْتحِرين تحت لافتة “ثقافة العيب” فإن القاتل لا يزال يتجول ب”خفة واحترافية” بحثا عن ضحايا جدد، فيما أن توسيع دائرة الاتهام من شأنه أن يفتح الباب أمام افتراضات جديدة بشأن هوية القاتل، إذ قد تكون “المنظومة الرسمية الحاكمة” في ليبيا هي القاتل بما أنتجته من ظروف وانقسامات ومواجهات دموية دفعت الشباب إلى اليأس الحاد الذي قد يكون أملى عليهم “قرار الانتحار”.
توجيه الاتهام إلى “قاتل جديد”، قد لا يقود لدى جمهور واسع إلى تبرئة “شيطان شارلي”، لكنها مهمة خاصة ودقيقة يتحرّاها “كل الليبيين”.