ارتفاع الإنتاج النفطي.. هل يضغط نحو إبقاء مجلس الإدارة الحالي للمؤسسة؟
أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط تحقيقها أرباحا قياسية عن شهر يوليو قاربت الملياري دولار من مبيعات النفط الخام والغاز والمكثفات والمنتجات النفطية والبتروكيماويات مدفوعة بالطلب القوي على النفط وزيادة الانتاج وإرتفاع أسعار الخام على الصعيد الدولي المؤسسة وفي بيان نشرته على موقعها في الفيسبوك قالت أن صادرات الخام سجلت إيرادات بلغت 1,965,494,665.28 دولار أمريكي يليها الغاز والمكثفات والتي وصلت عوائدها الى 80,985,359.19 دولار أمريكي في حين حققت المنتجات النفطية عوائد قدرت بـ 3,379,155.88 دولار أمريكي ووصلت عوائد البتروكيماويات إلى 2,794,996.38 دولار امريكي مما يعني أن إجمالي الإيراد الصافي من المبيعات النفطية بالدولار الامريكي قد وصل إلى 2,052,654,176.73 دولار أمريكي
خلافات وتحالفات
النسق التصاعدي لإنتاج المؤسسة النفطية لم يجعلها بمنئ عن التجاذبات السياسية والصراع التقليدي الذي ميز الحالة الليبية حول المناصب الحساسة حيث طلب وزير النفط محمد عون في رسالة وجهها للحكومة اعادة النظر في تشكيل مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط معتبرا قيادة صنع الله للمؤسسة بغير القانوني مقترحا تعيين الدكتور طاهر القطعاني بديلا له اقتراح يبدو أنه لم يصدر عن تنسيق أو تشاور مسبق بين الطرفين الأمر الذي دفع الأخير لرفض شغل المنصب مثنيا في الوقت نفسه على قيادة صنع الله للمؤسسة التي نجح بحسب وصفه في إبقائها بعيدة عن التجاذبات السياسية الرهان الخارجي الخلاف حول قطبي الصناعة النفطية في ليبيا دفع صنع الله لاستعراض نفوذه الديبلوماسي فهو الذي نجح في نسج علاقات وثيقة مع مؤثرين خارجين خلال سبع سنوات من شغله للمنصب حيث بدت زيارة السفير البريطاني في ليبيا نيكولاس هوبتون رسالة دعم قوية خاصة مع تأكيد السفير على أن تماسك قطاع النفط كان سببا رئيسياً في عودة الاستقرار بالدولة الليبية في ثناء ضمني لإدارة صنع الله الذي دعا في وقت سابق الشركات الامريكية للمساهمة في تطوير صناعة النفط في ليبيا وإقامة المشاريع الاستثمارية وتطوير البنى التحتية وإعادة تأهيل القطاع في ملتقى حضره مسؤولين أمريكيون
العلاقة مع الحكومة
أظهر البيان الأخير للمؤسسة دعما جليا واتساق واضحا في الرؤى بين بين حكومة الوحدة الوطنية ومصرف ليبيا المركزي من جهة والمؤسسة من جهة أخرى فرغم مطالبات عون الذي يشغل وزارة النفط كأول وزير منذ العام 2014 بإحداث تغيير في المؤسسة النفطية إلا أن هذا الطلب لم يلقى تأيد واضح من رأس الحكومة الذي نقل عنه صنع الله عزم رئيس الحكومة على إحداث نقلة نوعية في صيانة البنية التحتية على نحو يضمن تحقيق أهداف وطموحات الشعب الليبي مؤكدا العمل مع دوائر اتخاذ القرار في الدولة على مسار التحديث والتطوير ونسير بخطى ثابته نحو خلق تنمية مكانية في مناطق الحقول والموانئ النفطية وصيانة المعدات والتسهيلات السطحية التي دمرتها الحروب صنع الله كشف عما وصفه اكبر ورشة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لإصلاح البنية التحتية المتهالكة برعاية رئيس الوزراء وبدعم من وزارة المالية ومصرف ليبيا المركزي مؤكدا في الوقت ذاته على أن تبقي المؤسسة الوطنية للنفط بعيدة عن التجاذبات السياسية وان تكون عنوانًا للمهنية والانضباط والكفاءة والشفافية
تحدي رفع الانتاج
تعول ليبيا على رفع انتاجها النفطي فبحسب وزير النفط محمد عون فإن ليبيا تضخ حاليا حوالي 1.3 مليون برميل من الخام يوميًا، وتهدف إلى زيادتها إلى 1.5 مليون بحلول نهاية العام 2021 معولة على اعتماد الموازنة من مجلس النواب بل إن عون كان مفرض التفاؤل متوقعا في لقاء مع إذاعة مونت كارلو أن يبلغ الانتاج إلى ما بين 3 إلى 4 ملايين برميل يوميا بحلول عام أو عامين اثنين على أقصى حد طموحات تسعى المؤسسة لترجمتها على الأرض عبر البوابة الأمريكية التي دعاها صنع الله للاستثمار معللا ذلك بالدور التاريخي للشركات الأمريكية في إنشاء الصناعة النفطية في ليبيا في بداياتها وحيازتها للخبرات والتقنيات المطورة التي تحتاجها الصناعة النفطية في كافة مراحلها بعد التحسن في الأوضاع الأمنية والاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد مؤخرا والذي يعد فرصة كبيرة لعودة الشركات الأجنبية للإستثمار والعمل في ليبيا فهل تنجح المؤسسة في تحقيق ما تصبو له ؟ أم أن حسابات الساسة وإكراهات المرحلة ستفرض حضورها على المشهد النفطي.