ليبيا تتعافى اقتصاديا
نشر موقع “أويل آند غاز بوليتن”، مقالا طرح من خلاله قراءات عن الإنتاج الليبي للنفط والغاز، مبينا توقعاته لمستقبل الإنتاج الليبي من الذهب الأسود.
ورأى الموقع أن القوى الإقليمية تساعد ليبيا على استعادة مستواها الطبيعي من الصادرات، كما يساعد المجتمع الدولي شعب ليبيا على إنهاء الصراع المأساوي الذي مزق البلاد، في الآونة الأخيرة تلقى الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي يقاتل من أجل تخليص البلاد من العصابات الإرهابية، دعما معنويا بعد قرار الولايات المتحدة بصفع الجماعات التي يقودها إبراهيم الجضران بفرض عقوبات بحقه، نتيجة الهجمات التي قام بها عناصر تابعون له على موانئ النفط الحيوية في شرق البلاد يونيو الماضي، ويجد “جضران” نفسه محاصرا حيث تجمد العقوبات الأميركية الآن جميع أصوله الخاضعة لولاية الولايات المتحدة، وتمنع المواطنين الأميركيين من الدخول في أي صفقة معه، وإضافة إلى الجوانب المالية، سيخضع “جضران” لتجميد الأصول وحظر السفر من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وقال الموقع إن دور الأمم المتحدة وأميركا يمثل في هذه العقوبات مؤشرا واضحا، أن المشير حفتر يتمتع الآن بدعم كامل من المجتمع الدولي، حتى وإن لم تذكر وزارة الخزانة الأميركية حفتر بالاسم، لكن قرارها كان إشارة إلى أن المجتمع الدولي بجانب الجيش الوطني الليبي.
تأثير الصراعات على صادرات النفط
وأكد الموقع أن إيرادات صناعة النفط في ليبيا تناقصت خلال الأوقات العصيبة عندما سعت مختلف الفصائل والجماعات المسلحة – بما في ذلك الجضران- للسيطرة على البلاد، إلا أنه الآن ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ عام 2013، وهو مرشح للزيادة إذا ما تحسنت الظروف الأمنية في البلاد، وقد بلغ الإنتاج في الآونة الأخيرة حوالي 1.3 مليون برميل يوميا وهو مرشح للزيادة “بمئات الآلاف” من البراميل يوميا، وفقا لما ذكره المسؤولون.
وذكر أن سلسلة من الحوادث الأمنية أثرت على إنتاج ليبيا من النفط رغم المحاولات المتكررة لاستعادة الإنتاج في الدولة المقسمة سياسيا، حيث شهد حقل شرارة أكبر حقول النفط في البلاد انخفاضا للإنتاج في يوليو بعد أن اختطفت مجموعة مسلحة أربعة من العاملين به، ولكن سرعان ما انتعشت ليبيا في الشهر التالي، وهو ما ساعد على ارتفاع إنتاج أوبك الخام إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر، وفقا لوكالة الطاقة الدولية (IEA) هذا التدهور الأمني حدث نتيجة الاقتتال الداخلي بين الجماعات المسيطرة على طرابلس.
تداعيات الهجوم على مقر المؤسسة الوطنية للنفط
وأشار موقع “أويل آند غاز بوليتن”، إلى أنه وفي سبتمبر الماضي، هاجمت مجموعة مسلحة مبنى المؤسسة الوطنية للنفط (NOC) في طرابلس، ورشّت الممرات بالنيران، مما أسفر عن مقتل اثنين من الموظفين وإصابة عشرة آخرين، ووقع الهجوم في أعقاب قتال عنيف بين مجموعات مختلفة في طرابلس ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق، والذي حثت المملكة المتحدة مواطنيها عَقِبه بمغادرة البلاد على الفور، وأجْلى على إثره عملاق الطاقة الإيطالي إيني الموظفين عن طريق سفينة مستأجرة.
مستقبل الصادرات النفطية
ولفت الموقع إلى أن ليبيا نجحت اليوم في الوصول إلى مستوى 1.3 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط الخام، وبلغت إيرادات النفط والغاز 13.6 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من العام، أي أعلى من 13 مليار دولار لعام 2017 بأكمله. وقد تجاوز هذا الإنتاج ما كانت تنتجه البلاد قبل الثورة التي حدثت عام2011، كما أنه من المتوقع زيادة الإنتاج إلى 2.2 مليون برميل يوميا بحلول عام 2023، ومن الناحية الفنية، فإن الهدف ممكن، نظرا لأن ليبيا تمتلك 48.4 مليار برميل وهو أكبر احتياطي في أفريقيا.