ليبيا تائهة بين المؤتمرات الدولية والتحشيد على الأرض
تقرير 218
من موسكو إلى برلين ومنها إلى جنيف واليوم أديس أبابا يتنقل الملف الليبي بين هذه العواصم حاملا معه أزمة ألقت بظلالها على الجميع، فكل هذه الاجتماعات توحي بأن الكل قد تأذى من الصراع لكن مفتاح الحلول ضاع بين طاولات الدول وصارت مهمة متبني الملف أصعب من ذي قبل .
وبالتوازي مع الحراك السياسي الدولي بدت الأوضاع في ليبيا تتجه نحو مزيد من التعقيد بعد رصد تحشيدات كبيرة من طرفي النزاع في جميع محاور القتال وارتفاع عدد المرتزقة الذين دخلوا إلى طرابلس ما قد ينذر بحرب أخرى قد تنسف جهود برلين وجنيف.
تلك التغييرات الميدانية المتسارعة لم يفصح عنها أحد من الساسة الدوليين باستثناء المبعوث الأممي المجتهد في حل مسارات برلين الثلاثة إضافة إلى تصريحات السفارة الأمريكية لدى ليبيا وتحذيرها من الحراك العسكري المخيف.
نذير نشوب القتال من جديد يعطي تساؤلات حول القيمة التي ستقدمها المؤتمرات الدولية تجاه ليبيا فالكل أجمع على الحل السياسي لكن لم يستطع أحد إيقاف العمليات العسكرية، فما هي النتيجة إذن في ظل تزايد حدة الصراع، إلا إذا استطاع أحد ما وضع يده على الجروح وتضميدها فالعبرة دائما ما تكون بالنتائج.