ليبيا بعيون أميركية.. “حفتر أفضل خيار”
خاص| 218
قال رئيس مجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن، جيم هانسُن، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تخطى حدوده في ليبيا، مضيفا أنه يريد أن يكون الخليفة أو سلطان المنطقة، وذلك هدفه طوال حياته السياسية، كما أنه يفضل وجود حكومة تدعم جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.
ورأى هانسُن، الذي حل ضيفا على برنامج “USL”، على قناة “218NEWS”، أن فرصة الحصول على موافقة الولايات المتحدة وموافقة أوروبا على حكومة إخوانية في ليبيا تساوي صفر، فيما يخاطر أردوغان بتوريط تركيا بشكل أعمق في الصراع الليبي، ويجب أن يقلق الليبيون فأردوغان له تأثيرٌ سيئ لا يحاول تحسين الأمور في ليبيا بل يسعى إلى الحصول على مصادر الطاقة في المنطقة.
أردوغان والمرتزقة
وأكد أن أردوغان يعرف أن إرساله المقاتلين إلى ليبيا سيسبّب المتاعب لليبيين، ويتبع النموذج الإيراني باستخدام الجيوش العميلة ودفعِ رواتب المقاتلين الأجانب للقيام بالعمل القذر، موضحا أن هناك كثيرٌ من المقاتلين الأجانب على جانبي الصراع، ومع إضافة المزيد من المقاتلين الأجانب فهذا سيؤثر على المزيد من الليبيين.
وأشار إلى أن المقاتلين الذين أتوا من سوريا تطرّفوا خلال عشر سنوات من الحرب الأهلية، ويتمتعون بخبرة كبيرة، كما أنهم لن يشعروا بتأنيب الضمير إزاء الخسائر في صفوف المدنيين، مؤكدا وصول مجموعة كبيرة من مقاتلي داعش وعدد كبير من الجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى المتحالفة مع الوفاق، إلى ليبيا.
وأكد جيم هانسُن أن وجود “ثِيوقراطية إسلامية” طموحة للسيطرة على المنطقة بالشراكة مع تركيا في ليبيا، ليس من مصلحة أحد. بينما لن تتسامح الكثير من القوى الكبرى الأخرى مع تدخل تركيا في ليبيا، وإذا أرسل أردوغان قوات عسكرية تركية إلى ليبيا بأعداد كبيرة، فسيواجه مشكلة في بلده.
ولفت رئيس مجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن، جيم هانسُن، إلى أن تركيا تستغل قبرص التركية للمطالبة بحقوق المعادن في البحر المتوسط، والأوروبيون لا يرغبون في إغضابها خوفا من أن تطلق عليهم اللاجئين، وفي وقت أثبتت الأمم المتحدة أنها عاجزة عن فرض إرادتها في ليبيا، سيأتي الحل من خلال اتفاق كل من الولايات المتحدة وروسيا وتركيا.
المشير خليفة حفتر
وبشأن القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، رأى هانسُن أنه لا يثق بوعود رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وهو مُحقّ في ذلك، وليس في وضع ضعيف بالوقت الحالي، مبينا أنه أصاب في المطالبة بإخراج المتطرفين من صفوف حكومة الوفاق وإبرام اتفاق ينص على تهميشهم في أي حكومة جديدة.
وقال هانسُن إنه “إذا كان حفتر حكيماً فسيستخدم النفط بشكلٍ جيد للمطالبة باتفاق لا يشمل المتطرفين”، مبينا أن عائدات النفط قد تستخدم لتمويل هجمات إرهابية.
الولايات المتحدة
وعن كيفية تدخل الولايات المتحدة لحل الأزمة، أكد هانسُن، أن واشنطن ستبدأ في الانخراط بشكل أكبر في الوضع الليبي الآن، وهي تعرف المشير حفتر وتعتقد أنه الخيار الأفضل للشعب الليبي، وفي نفس الوقت لا تريد حربا في ليبيا أو إرسال قواتٍ إليها، وقد ينتهي الأمر بالتوسط في صفقة يتم فيها إبعاد القوات الأجنبية أو على الأقل التراجع عن مناطق تمركز بعضها البعض، حتى لا تدخل في صراع مفتوح.
وشدد جيم هانسُن، في حديثه لـ”NEWS 218″، على أهمية أن تعي الولايات المتحدة أن حكومة الوفاق الوطني تَدفع مباشرة لمنظمات إرهابية وضعتها في قوائم الإرهاب، وقال إن “الولايات المتحدة تخشى الجماعات المتطرفة أكثر من خشيتها المرتزقة الأجانب في الوقت الحالي، ولا يمكننا قبول تشكيل حكومة يكون الإرهاب والتطرف جزءا منها”، معتبرا أن القضية الليبية لن يتم حلها دون دعمِ الولايات المتحدة في هذه المرحلة.
وبيّن أن الولايات المتحدة تفضل أن يختفي جميع المرتزقة الأجانب من ليبيا، ولا تريد أن يتقاتل المرتزقةُ الروسُ مع المرتزقةَ السوريين في ليبيا.
ورأى رئيس مجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن، جيم هانسُن، أن المشكلة في وقوف أوروبا على جانبي هذا الصراع، ولا تريد أن تدفع لوقف الصراع المسلح، وتستخدم الأمم المتحدة في هذا المجال، مؤكدا أن الحل لن يأتي من أوروبا.
معركة طرابلس
ولفت هانسُن إلى أن الجيش الوطني لم يكن قادراً على فرض إرادته في ساحة المعركة والسيطرة على طرابلس، وهذه السيطرة ستصبح كابوسًا مع وجود كل أولئك المدنيين والأضرار الجانبية التي يمكن أن تحدث هناك.
وفي حديثه عن سلبيات الاتفاقات، أضاف أنه في كل مرة يتم التوصلُ فيها إلى اتفاق، لا يصمد طويلا لأنّ الوفاق لا تلتزم بجانبها من الصفقة، والاتفاقيات التي تم إبرامها بين حفتر والسراج يتم التنصل منها فور انتهاء الاجتماع.
سلاح النفط
وأكد هانسُن أن أموال النفط تذهب إلى السراج وحكومة الوفاق ويستخدمونها في بعض الحالات لدفع الأموال للجماعات المتطرفة وللمليشيات التي تقوم بالقتال نيابة عنهم، موضحا أن وقف تصدير النفط يُجبر كل من الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى على التدخل والمساعدة ومحاولة التوصل إلى نوعٍ من الاتفاق، معتبرا أنه لا يوجد شيء مثل نقص إنتاج النفط لجذب تركيز الجميع.
ورأى رئيس مجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن، جيم هانسُن، أن الصراع الليبي تخطى حدود السياسة وإرساء الديموقراطية وستكون نتائجه خطيرة، والمخيف هو حصول الجيش الوطني الليبي على دعم الروس بطريقة أو بأخرى. وحصول حكومة الوفاق في طرابلس على دعم أردوغان.