ليبيا الغد وأنصار الخيمة.. التناقض أولا!
حمزة جبودة
خاص 218
لم تكن الأخبار التي تداولت عن سيف معمر القذافي وخروجه من السجن ومغادرته الزنتان، أن تمرّ مرور الكرام، لما تحمله من تناقضات تباين بعضها على صفحات التواصل الاجتماعي بين مرحّب وبين معارض لخروجه. أولها كان مع من تابع خبر الخروج بالفرح ” المفرط ” وآخر كان ينتظر ” خطاب الحرية “.
ولم تنته عند هذا الحدّ، بل استدعى آخرون ” الفكر الأخضر ومقولاته” دون أن يُفكّر أحد من الجميع، ولو للحظة.. من أوصل سيف معمر القذافي إلى السجن، ولماذا خرج في خطابه الشهير: أنسو كل شي!
أولا وقبل الولوج إلى الإجابات، علينا أن نستدعى ” ليبيا الغد” المشروع الذي خرج على الليبيين بصُحف وقنوات تلفزيونية تختلف تماما عن الصحف الخضراء والتلفزيون الأوحد. ومن عمِل بعدها على إفساده وحاربه بكل ما يملك، من ورّط “ليبيا القذافي” في مراهنات خاسرة وجعل منها بلدا لا يصنع شيء غير الهُتاف ونهب المال العام.. من حارب سيف الإسلام القذافي في مشروع ليبيا الغد، ومن هُم ” الحرس القديم ” تحديدا؟!
كل هذا يجعلنا نعود إلى السطور الأولى، عن سيف الإسلام وخبر خروجه من عدمه، الذي أستقبله أنصار الحرس القديم، الذين حاربوا ” ليبيا الغد ” وعمِلوا على إفشاله، ما جعل من ليبيا فريسة سهلة ولُقمة سائغة.
اليوم بكل “جُرأة ” يؤيديون ويكتبون عن سيف الإسلام معمر القذافي، وعن الفكر الأخضر وعن عودة الجماهيرية، التي كان سيف نفسه يُفكّر في تبديلها بالجمهورية، وقد تكون هذه بداية لتخبّط واضح المعالم في فهم الواقع الليبي اليوم، وعدم تبيان الرؤية التي من شأنها أن تصنع توافق يشمل جميع الليبيين على حدّ سواء.
والغريب في الأمر، أن من شارك في مشروع سيف الإسلام القذافي، وبالتغيير لم يتحدثوا بعد عن هذا الخبر، بل ولم يطعنوا في أحد، وأصبحوا خارج اللعبة، وبعضهم احترم نفسه وترك المشهد بكل سيئاته وإيجابياته، وصنعوا لأنفسهم مهاما أخرى بعيدا عن لُعبة ” المخططين والخُضر “.
أنصار الخيمة وليبيا الغد
” أنصار الخيمة ” تناسوا أن سيف الإسلام حاول أن يُزيل خيمة والده، وأن يستبدلها ببيت عصريّ، وتناسوا أن سيف الإسلام استبدل ناقة والده بتربية النمور، والشعر الشعبي بالفن التشكيلي، والخطاب الجماهيري بالخطاب التقدمي والمنفتح، تناسوا أن السجناء الذين سجنهم أبيه، أصبحوا فيما بعد في مرحلة جديدة قيادات ” ليبيا الغد ” على غرار القيادات الشعبية، وأن من كان يُحاول أن يُجنّب ليبيا ويلات الدمار، هُم القليلون فقط الذين آمنوا بمشروع ليبيا الغد، لا مشروع توريث سيف الإسلام للحكم بعد أبيه!
أما الأكثر إثارة من هذا كله، التساؤلات التي ستُطرح فيما بعد وما الذي سيقوله أنصار الخيمة لسيف الإسلام؟ وما الذي سيقوله سيف الإسلام عن أنصار أبيه لا أنصاره، إن صحّ المعنى.
تساؤلات قد تُطيح بمشهد الخيمة وأنصارها، وأيضا قد تُعيد لأنصار ليبيا الغد ومن شارك فيها الأسباب الحقيقية، التي أدّت إلى صراع مُبكّر، عجّل بنهاية العقيد!