ليبيا الأولى عالمياً في “كرم الشعوب”
كشفت منظمة مؤسسة المعونة الخيرية (CAF) في بريطانيا عن ترتيب دول العالم بحسب معيار الأكثر سخاء الذي تصدرت فيه ليبيا دول العالم في مؤشر مساعدة الغرباء.
ويرصد التقرير أكثر من مؤشر لرصد وترتيب دول العالم من حيث السخاء والعطاء، مثل مساعدة الغرباء، والتبرع بالمال، والتطوع.
وأظهرت القائمة أن ليبيا الأول عالمياً من حيث تقديم المساعدة إلى الغرباء من بين 146 دولة شملتها الدراسة، بينما كانت في “مؤشر عطاء العالم في 2017” بالمركز الثالث عالمياً وعام 2016 بالمركز الثاني، لكنها هذا العام تقدمت بنسبة 6% لتخطف الصدارة من سيراليون.
واستند المؤشر في تقريره على نتائج استطلاع رأي لمختلف جنسيات العالم حول انطباعهم نحو دولة معينة، وتم استقصاء رأي ألف مواطن على الأقل من كل بلد.
وأظهر التقرير أن 83% من الليبيين سبق لهم وأن قدموا المساعدة للغرباء، وهذا يعني أن 8.3 من بين كل 10 ليبيين ساعدوا شخصا لا يعرفونه.
بينما جاءت العراق في المركز الثاني بنسبة 81%، والكويت في المركز الثالث بنسبة 80%، وليبيريا رابعاً، وسيراليون خامساً، بينما البحرين في المركز السادس، والمملكة العربية السعودية في المركز الثامن، والولايات المتحدة في المركز العاشر.
الفئة العمرية
وأشارت الدراسة إلى أن الفئة العمرية الأكثر تقديماً للمساعدات هي ما بين 30-49 سنة ، تليها الذين تتراوح أعمارها بين 15-29 سنة.
بينما جاء الرجال أكثر تقديماً للمساعدة إلى الغرباء من النساء، بنسبة 3% زيادة عن النساء.
ومن القائمة التي وردت في التقرير يظهر أنه لا علاقة بين القوة الاقتصادية للدول ومساعدة شعوبها الغرباء، حيث تنوعت قائمة أكثر عشر دول من دول غنية ومتوسطة وفقيرة المستوى الاقتصادي.
وجاءت كمبوديا أقل دول العالم مساعدةً للغرباء بنسبة 18% فقط، تلتها جمهورية لاو في المركز قبل الأخير، والمفاجأة أن اليابان كانت أسوأ ثالث دولة في العالم من حيث مساعدة الغرباء، بينما في المركز الرابع كانت كرواتيا، تلتها تشيك ولاتفيا.
وسجلت اليمن أقل الدول العربية دعماً ومساعدةً للغرباء (126 عالمياً)، ثم فلسطين (124 عالمياً)، ثم موريتانيا (121 عالمياً)، ثم تونس (103 عالمياً)، ثم لبنان (85 عالمياً).
بوادر إيجابية
وكانت رنا جواد مراسلة بي بي سي في شمال أفريقيا قد عقبت على نتائج مؤشر 2016 وتقدم ليبيا بالقول “على الرغم من شعور الريبة المبدئي تجاه الأجانب الذين لا يعرفهم السكان، فإن الليبيين يتمتعون بثقافة الكرم”.
وتضيف “من خلال تجربتي اتضحت هذه السمة بعد الإطاحة بالقذافي من السلطة، وبعد عقود من الخطاب المناوئ للغرب، وطبيعة الدولة البوليسية التي عاشوها قبل 2011، فقد أعطى هذا انطباعا خاطئا عن ضيافة الليبيين”.
وتشير جواد إلى أن الليبيين بعد الثورة “أصبحوا أكثر ترحيبا بالغرباء، وأظهروا ذلك في كل مناسبة. وقد تكون حالة الصراع المستمرة منذ اندلاع الثورة قد ساهمت في التصنيف الحالي، بسبب غياب سلطات الدولة، وليس أمام المدنيين سوى مساعدة بعضهم بعضا”.