لورد بريطاني يحذر من تنامي النفوذ الروسي في ليبيا
ألقت الحرب الروسية في أوكرانيا بظلالها على مراجعات الغرب لسياساته الخارجية وتطبيقاتها بما فيها الملف الليبي بعد أكثر من أربعين يوماً على اندلاع الأزمة الأوكرانية.
وتسعى المنظومة الغربية إلى ما ترى أنه تصويب لأخطاء الماضي، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما مع تخوفات الغرب من تنامي التدخلات الروسية بعموم المنطقة ومنها ليبيا في صراع قد يسحب من خلاله الروس البساط من تحت أقدام المعسكر الغربي.
وتحدث اللورد عامر سارفراز، عضو مجلس اللوردات البريطاني، عن هذا الصراع عبر مقال له نشرته جريدة “أوراسيا ريفيو” الأميركية، قال فيه “ربما خسرنا المعركة من أجل العراق وأفغانستان، لكن الكفاح من أجل ليبيا لم ينته بعد”، موضحاً في هذا السياق أن دول الغرب تخوض منافسة أكبر مع النفوذ الروسي خاصة في ليبيا.
وحذر اللورد سارفراز من أن نفوذ روسيا على الأرض في طرابلس يشكل خطراً مباشراً على الغرب، وقال إن ليبيا إحدى الدول التي عانت وما زالت من آثار التدخل الغربي التي وصفت بـ”الكارثية”، والتي باتت ساحة خلفية للصراع بين روسيا من جانب وأوروبا مجتمعة من جانب آخر، وخاصة بعد التقارب الفرنسي الإيطالي.
ورأى اللورد البريطاني أن ليبيا تعيش اليوم وضعاً غير مستقر، بسبب ما وصفه بتعنت عبد الحميد الدبيبة في تسليم السلطة، كما أفاد بأن “عصابات من المليشيات المسلحة تمارس السلطة الفعلية”، في وضع جعل من البلاد فرصة سهلة لروسيا لاكتساب نفوذ منخفض التكلفة على الغرب، كما أن الروس استخدموا الهجرة غير القانونية سلاحاً لزعزعة استقرار أوروبا-حسب رأيه.
وتجدر الإشارة إلى اتفاق مراقبين غربيين آخرين مع ما طرحه اللورد سارفراز حيث قدروا أن الصراع بين دول الغرب على ليبيا قديم، مع توقعاتهم بأن يتجدد احتدام هذا الصراع بين الأطراف التي تنازعت على ليبيا في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهي روسيا “الاتحاد السوفييتي السابق” من جانب، وبريطانيا وأميركا وفرنسا من جانب آخر، في إشارة إلى أنه مع تجدد الصراع القديم للدول الموجودة في النزاع المحلي، سيكون المشكل الليبي فضاءً لتسوية الحسابات بعد حرب أوكرانيا بين المتصارعين فيها.