لماذ يصر الإرهابيون على إدخال “الفاكهة القاتلة” إلى ليبيا؟
218TV|خاص
لم تظهر حتى لحظة كتابة هذا التقرير أي “رواية متماسكة”، و”اتهام واضح” بشأن “سفينة الموت” التي سلكت قبل نحو أسبوعين الوجهة الليبية، مُحمّلة ب”مواد تُسْتخدم في صنع متفجرات”، إذ لوحظ أن أطراف وجهات عدة “نفضت يدها” من حمولة السفينة، ودون أن يُعْرف ما إذا كانت السلطات اليونانية التي ضبطت السفينة قد أنهت تحقيقها وتستعد لتوجيه اتهام أم لا، وسط انطباعات بأن القضية إن سلكت “مسارا سياسيا مُتعرجاً” تتداخل في “المصالح المتشابكة” فإن القضية ستموت، فيما وظيفة هذا التقرير أن يرصد حمولة السفينة، وهنا يبدو “العنصر الأخطر” في الموضوع.
“نترات الأمونيوم” مركب كيميائي لا يبدو مثيرا للانتباه أو “افتراض سوء نية” لأنه يدخل في صناعات واستخدامات عدة حول العالم، ولا يبدو أمر استيرادها ممنوعا كي تحتاط له الدول، أو تترقب خط سيرها بين الدول، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت دول عدة حول العالم تربط استيراد هذه المادة ب”موافقة أمنية مسبقة”، وتطلب أجهزة أمنية داخل دول عدة تقريرا من الجهات المستوردة عن نطاق بيعها أو استخدامها، وأيضا تقارير بنطاق استخدامها، وحجم المواد التالفة منها، في حين لا تزال دول “تتراخى” في تتبع هذه المادة التي أصبحت تُعْرف ب”الفاكهة المفضلة للإرهابيين”.
“نترات الأمونيوم” أو “الفاكهة القاتلة” كادت “سفينة الموت” أن تُنْزِلها على رصيف ميناء مصراتة، فهذه المادة إذا جرى خلطها بمركبات كيميائية أخرى فإنها تصبح “مادة متفجرة شديدة الخطورة”، وقد جرى استخدامها بشكل متكرر في السنوات الأخيرة في عمليات إرهابية أوقعت عددا ضخما من القتلى في العراق وأفغانستان والصومال وسوريا، فالأخطر في سفينة الموت القادمة إلى ليبيا كان على متنها “الشريك السري” ل”الفاكهة القاتلة” والمتمثل ب”صواعق التفجير”، وهو ما يعني أن “مستوردها الخفي” في ليبيا كان يُخطّط ل”تفجيرات سريعة”.
ويظل السؤال في الداخل الليبي عن “الكيفية” التي يمكن عبرها منع إدخال “الفاكهة القاتلة” إلى داخل ليبيا، وربط الاستخدام الضروري ل”نترات الأمونيوم” ب”قرارات وموافقات أمنية”، والأهم “متابعة دقيقة” لهذه الفاكهة كي لا “ينحرف مسارها” وتقع في “الأيدي الخطأ”.