لماذا يدعم الجنوب عملية الجيش الوطني؟
نشرت صحيفة “مونيتور” مقالا للصحفية الإيطالية أليساندرا بوتشي قالت فيه إن القبائل الرئيسية الثلاثة في منطقة فزان بجنوب ليبيا، وهي أولاد سليمان والتبو والطوارق، تدعم إلى حد كبير عمليات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وأصدرت جميعها بيانات رسمية تعلن موقفها بشكل واضح.
وأضاف المقال أنه وعلى الرغم من التغطية الإعلامية المحدودة فقد توصل الجيش الوطني الليبي إلى اتفاق مع معظم السلطات القبلية الرئيسية في سبها، ومناطق أخرى في الجنوب الشرقي، إذ أعادت العملية العسكرية بعض الأمن في جزء من البلاد انتشرت فيه عمليات تهريب البشر والوقود والمخدرات منذ فبراير 2011.
وتابع المقال أنه ونتيجة بعض التحفظات لدى بعض أعضاء تلك القبائل على العنف المحتمل من هكذا عمليات، فقد أصدر أولاد سليمان بيانهم عبر المجلس البلدي، لا عن طريق المتحدثين باسم القبيلة، أيضا لتفادي الخلافات مع حكومة طرابلس التي يتلقون منها بعض الدعم.
ورغم تعقيدات الحرب في ليبيا فقد بقي الجنوب الليبي خارج القانون عقدا من الزمن، وها هو يعود بعد التقدم العسكري للجيش الوطني، والتأييد الشعبي الذي يلقاه هناك.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم منظمة فزان ليبيا، وهي جماعة حقوق مدنية مقرها في سبها: “لم نسمع عن عمليات خطف أو سرقة منذ أن استولت قوات الجيش الوطني الليبي” مبديا قلقه من محاولة بعض الميليشيات أو القبائل عرقلة عملية التقدم”. ويؤكد ابن رئيس قبيلة التبو أبو بكر: “أن معظم الناس في الجنوب يؤيدون العملية لأنهم واجهوا مشاكل في السفر إلى المنطقة دون خوف من الاختطاف. فهم بحاجة لاستعادة الأمن في حياتهم اليومية »، وأضاف: “لقد انخفضت عمليات الاتجار بالبشر والتهريب والاختطاف بشكل كبير في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني”.
وذكرت “مونيتور” أنه وخلافا لبعض التغطيات الإعلامية السلبية التي روجت لاستخدام الجيش القوة في تقدمه، فإن المتحدثة باسم منظمة فزان ليبيا أكدت أن الجيش في معظم الأحيان دخل بعد التفاوض السلمي مع القبائل، والتوصل لاتفاقيات تضمن لهم الأمن ضد العصابات والمجرمين، وبناء على ذلك سيطر على المطارات والفنادق.
وأكد مواطن من سبها للصحيفة أن عمليات الاختطاف كانت واسعة الانتشار قبل دخول الجيش، وتورط فيها وفي عمليات التهريب والسرقة شباب في التاسعة عشر من عمرهم، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي تنعم فيها المنطقة بالأمان منذ ثماني سنوات.
وأشارت “مونيتور” إلى معضلة عقدت الوضع في الجنوب وهي التداخل القبلي في بعض مناطق الجنوب مع مناطق تشادية، وتباين وجهات نظر القسمين، فالجانب الليبي من التبو مثلا يؤيد عمليات الجيش بينما يعارضها الجزء التشادي بسبب تورطهم بعمليات التهريب والاتجار غير المشروع، وهو ما دفعهم لإصدار بيان يرفض أعمال الجيش، ضمانا لاستمرار مصالحهم غير الشرعية، كما ساهم دخول أولئك إلى جنوب ليبيا في إحداث خلل بالتركيبة القبلية في تلك المنطقة، واختراق التوازن الهش بين القبائل المختلفة في الجنوب وعلاقاتهم مع الليبيين الآخرين.
ويسيطر الجيش الوطني حتى الآن على 60% من الجنوب، وفقا لمنظمة فزان ليبيا، مع ترجيح سيطرته على كامل المنطقة الجنوبية خلال عمليته المستمرة، ما سيغير بشكل جذري توازنات السيطرة. ويلمح صحافي ليبي مقيم في جنوب شرق البلاد لـلمونيتور بأنه ربما يكون الهدف الأساسي للجيش الوطني الليبي هو الوصول في نهاية المطاف إلى الحدود الجنوبية الغربية وبسط سيطرته على منشآت نفطية رئيسية.
وتختتم الصحيفة مقالها بالقول إنه في حال سيطر المشير حفتر على عائدات النفط، فإن ذلك سيؤدي حتما إلى رد فعل قوي من حكومة الوفاق في طرابلس، ما يطيل من أمد الحرب في ليبيا. إلا إذا تخلت الحكومات الأجنبية عن دعمها للوفاق والمجلس الرئاسي، والتفتت نحو دعم الجيش الوطني بقيادة حفتر.