لماذا هذا العداء (للنجاح والناجحين)؟!…
سالم الهمالي
أينما تبحث في ليبيا تجد أمثلة على النجاح والناجحين، وتجد أيضا أصواتا تلعلع بقوة تفت في عضدهم وتصف تلك الأفعال والمنجزات بكل مسبة ونقص. لا أدري ما السبب في ذلك، ولو كان هذا نادرا لما استحق الانتباه أو الكتابة عنه، لكنه مرض مستفحل، يكاد أن يكون وباء ليبيا خالصا.
ما الضير في أن تكون في مدينة بنغازي جامعة خاصة على مستوىً عالٍ من التأهيل العلمي والمعرفي، وما الضير في أن تكون الشوارع في مدينة مصراتة نظيفة وجميلة، وما الضير في أن تكون مكتبة طرابلس العالمية مهتمة بإصدارات الليبيين وتعمل على نشرها، ما الضير في أن قناة إعلامية خارج الوطن تنتج برنامج شاعر ليبيا تبرز فيه الشعراء الليبيين يتنافسون في مواضيع تجمع الوطن ولا تفرقه، ما الضير أن يكون المركز الصحي في تمنهنت مثالاً نموذجيا في الإدراة والنظافة وحسن الخدمات، ما الضير أن يكون حسني بي وكيل سيارات (كيا) يوفرها بأقساط للمواطنين وفق إمكاناتهم، ما الضير أن يكون الأديب الليبي إبراهيم الكوني بشهرة عالمية ولو كان يسكن خارج ليبيا، ما الضير أن يكون الفائز بالترتيب الأول في مسابقة قرآنية سعودية من مدينة زليتن، ما الضير في الإعلان عن نشوء حزب جديد يجمع الليبيين تحت اسم التكتل المدني الديمقراطي في مدينة بنغازي، ما الضير أن ينظم أهل الجفرة رالي (تيتي) لهواة السياحة، وووووو….
ألا يكفينا كل هذا الركام من الخراب والدمار والفساد والدماء والجرحى والأرامل والأيتام والثكالى والمهجرين والمشردين، حتى نستكثر على أنفسنا إشعاعات تنبئ بأننا مازلنا نعيش في هذا الكون ويمكننا أن نكون أعضاء فاعلين فيه، بالخير والنماء والعطاء؟!
ما هذه المصيبة التي استشرت في ليبيا، حتى أصبح كل جيد وجميل وإيجابي وناجح عرضة للسهام المسمومة، تطعن فيهم وتبخس إنجازاتهم، أهو الحسد أم الحقد أو الضغينة، أم تراه كره للإنسان الناجح وعداء للحياة؟.
نعم، يجب النقد لما نراه معيبا أو فيه فساد، لكن الغاية دائما يجب أن تكون للخير وللتطوير وليس للهدم والإفشال. ولا شك أن من يعمل فقط هو من يواجه النقد، لكن للكلمة الطيبة أثرا بالغا في دعمهم والرفع من همتهم لتحقيق ما هو أفضل.