لماذا لا يرسل أردوغان “فاطمة” لـ”مصالحة الليبيين”؟
218TV | خاص
أوغل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في “عداواته” مع الليبيين، ووقف مرارا مع “الأطراف الليبية” التي تريد “السيطرة والهيمنة” باسم “الدين السياسي”، فيما قال أردوغان صراحة مع بدء العملية العسكرية للجيش الوطني في العاصمة طرابلس قبل ثلاثة أشهر إنه سيقف مع “صف المليشيات” التي وضع العالم بعض قادتها على قوائم عقوباته، وأرسل لليبيين “أسلحة الدم”، بدلا من أطباء يحملون “الأمل والدواء”، فقد اختار أردوغان وفق أوساط مواكبة للمشهد الليبي أن “الألم” لليبيين، واختار أن يقف ضد مصلحة الليبيين تماما.
يعتقد كثيرون أن أردوغان “يُسايِر مصالحه” في ليبيا، وأنه يقف مع الطرف الذي “يجسدون ويسهلون” له هذه المصلحة، فثمة من يعتقدون أيضا أن أردوغان لا يرتكب “أخطاء قاتلة” حين يرسل طائرات وأسلحة لقتل عناصر الجيش الوطني الذي يُشكّل منذ سنوات “النقطة المضيئة الوحيدة” في حياة الليبيين، فأردوغان “مقاول شاطر”، وهذا ما تُظْهِره “مواقفه وتصريحاته وتحالفاته”، لكن ليبيين يسألون ما إذا كانت “الوقفة مع الصاحب أو الحليف” تكمن فقط في “تجارة الدم والرعب”، فهناك مجالات عدة يفترض أن يقدمها “الصديق وقت الضيق”.
لتركيا باخرة عملاقة تحمل اسم “فاطمة غل”، وهي مختصة بالرسو أمام سواحل الدول التي تعاني من مشاكل في توليد التيار الكهربائي، فتقوم بمهمة توليد جزء كبير من الطاقة اليومية للشبكة الكهربائية، إذ تسأل أوساط مواكبة للمشهد الليبي ما إذا كان أردوغان يستطيع أن يأمر “فاطمة غل” بالتوجه فورا، وبلا ثمن إلى الساحل الليبي ل”نجدة الليبيين” من أزمة الضي التي بلغت وضعا مؤسفا، إذ تغيب في بعض المدن والمناطق إلى أكثر من عشرين ساعة في اليوم الواحد، فيما يمكن ل”فاطمة غل” أن تُخفّف من وجع الليبيين، وعلى نحو فوري.
يستطيع أردوغان أن “يصالح الليبيين” بعد “مجاري الدم” التي سكبها في شوارع العاصمة ب”أسلحته وطائراته”، لكنه يتحدى الليبيين ب”تجارة الدم” التي يُسدّد فايز السراج ثمنها ب”شيكات ألم الليبيين”، و”صبرهم المُرّ” على “السنوات العجاف”، فيما يرفض ليبيون كثر “ضي أردوغان الأحمر”، فهما يريدون من “بلاد أردوغان” سوى التأكد من أن الشعوب ستقول كلمتها يوما متى صحّ منها العزم.