للمرة الأولى.. تحرك أممي لمراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا
قالت صحيفة “الغارديان” إن الأمم المتحدة ستحاول إعادة الدفع بالوحدة الوطنية في ليبيا من خلال جلب مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار الذي تم انتهاكه على نطاق واسع، وإجبار القيادة السياسية الممزقة في البلاد على إيجاد آلية لانتخاب رئيس الوزراء.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الأمم المتحدة قولهم إن ليبيا تخوض سباقا مع الزمن لتحقيق تقدم ملموس نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية وتجنب الانهيار المحتمل لوقف إطلاق النار المستمر منذ ثلاثة أشهر.
وفي رسالة إلى الدول الأعضاء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الكتل الإقليمية إلى تعيين مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار وحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والذي تم انتهاكه مرارا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها الأمم المتحدة خطوات نشطة على الأرض لفرض وقف إطلاق النار بما يتجاوز التقارير التي توضح بالتفصيل كيفية انتهاك حظر الأسلحة. وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج منذ وقف إطلاق النار، الذي تم الاتفاق عليه مع الأطراف المتحاربة في 23 أكتوبر في جنيف، ويتضمن أيضًا إجبار جميع القوات الأجنبية على مغادرة ليبيا في غضون ثلاثة أشهر، لكن لا توجد علامة على حدوث ذلك.
وقالت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة، ستيفاني وليامز، إن هناك 20 ألف جندي أو مرتزق أجنبي في البلاد.
جمود الحوار
ولفتت “الغارديان” إلى أن وليامز حاولت اغتنام الفرصة لإقناع القيادة الليبية بالحل السياسي، وفي نوفمبر عقدت في تونس منتدى للحوار السياسي الليبي ضم 75 عضوا من أجل تمهيد الطريق للانتخابات – المقرر إجراؤها الآن في الـ24 من ديسمبر 2021، الذكرى السبعين لاستقلال ليبيا – وتشكيل حكومة وطنية مؤقتة، بما في ذلك رئيس الوزراء.
منذ ذلك الحين، وصل المنتدى إلى طريق مسدود حول عتبة التصويت التي يمكن أن تحدد هوية رئيس الوزراء الجديد. بعد 30 ساعة على مدار 6 جلسات عبر الإنترنت، لم يتوصل المنتدى بعد إلى اتفاق، لكن وليامز أعلنت تشكل 15 مجموعة فرعية للاتفاق على صيغة لاختيار رئيس الوزراء المؤقت.
وقالت وليامز، التي سبق أن وصفت الجيل الراسخ من السياسيين الليبيين بأنهم “ديناصورات”، إن ليبيا لم تعد قادرة على تحمل السياسة باعتبارها لعبة محصلتها صفر فيها رابحون وخاسرون واضحون.
زاد شعور الأمم المتحدة بالإلحاح عندما أعلن المشير حفتر، مستشعراً بوجود فراغ سياسي، في 24 ديسمبر، أن الحرب مع تركيا وشيكة ويجب على الليبيين الاستعداد لها.
الزيارة المصرية
لكن في تطور مفاجئ، زار وفد من كبار الدبلوماسيين المصريين ومسؤولي المخابرات طرابلس يوم الأحد للقاء قادة حكومة الوفاق الوطني، وهو أول اتصال دبلوماسي بين مصر وحكومة الوفاق الوطني منذ 2014.
ومن الجدير بالملاحظة أن سفير مصر لدى ليبيا، محمد أبو بكر، كان مشاركًا رئيسيًا في الوفد. لطالما كان نهجه هو العمل مع جميع الأطراف ودعم جهود الأمم المتحدة.
ونقلت الغارديان” عن بيتر ميليت، السفير البريطاني السابق في ليبيا، قوله: “لقد انتصرت أصوات الدبلوماسية مؤقتًا في القاهرة، وعلى المصريين إعادة بناء روابطهم مع حكومة الوفاق الوطني”.