للتآزر والفرح.. الليبيون يستعدون للاحتفال بيوم عاشوراء
تستعد العائلات الليبية، في مختلف مدن ومناطق البلاد، مساء اليوم، لإحياء ذكرى “عاشوراء”، واستقبال هذا اليوم بعادات وتقاليد “زمنية”، وعبر طقوس خاصة تبدأ بالصيام والاغتسال، وطبخ “الحمص والفول”، وتقوم النساء بتخضيب أيديهن بـ “الحنة العربية”، وتكحيل أعينهن وأعين بناتهن الصغار بـ “الكحل العربي”.
و”عاشوراء” هو اليوم العاشر، من شهر محرم، من كل عام هجري، يومٌ منذ أن عرفهُ الليبيون؛ أصبح في وجدانهم، رمزًا للفرح ومساحةً للتآزر والتقارب، عبر جمع الأهالي للصدقات في ساحات المدن وكذا المساجد، ويقومون بتوزيعها، في المساء على مختلف أطفال المنطقة أو العابرين منها، في مشهد تسود فيه تعابير الفرح والبهجة بين الأطفال.
وعقب الانتهاء من أداء الشعائر الدينية المرتبطة بذكرى “عاشوراء؛ يتم توزيع الأكلات الشعبية وأطباق “الحمص” و”الفول” و”الهريسة”، على الجيران والأقارب، ويبدأ الناس في تبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية.
وبعد ذلك، تبدأ مظاهر الفرح تتشكّل على ملامح الصغار والكبار في الشارع الذي تحول إلى ساحة احتفال، يطوف فيها الأطفال بالصحون بين المنازل للحصول على الأطباق الشهية وبعض الهدايا.
وفي هذه الأثناء، يأتي دور “أيقونة” المناسبة وهو “الشيشباني” الشخصية المثيرة والأقوى في احتفالات “عاشوراء”، وهو رجل يتم اختياره ليكتسي ألياف النخيل وأغصان الأشجار والقواقع البحرية، وهذا زيه الأشهر على الإطلاق في ليبيا.
تبدأ مسيرة “الشيشباني” مع الأطفال على إيقاع آلة الطبل “البندير” والغناء والهتافات الضاحكة، في موكب يخرج بشكل عفوي للشوارع والأزقة، ويكون الأطفال في استقباله كلما تقدم في المسير، مغنين له بهذه الكلمات:
شيشباني ياباني هذا حال الشيباني
هذا حاله وأحواله ربي يقوي مزاله
شيشباني فوق حصان سقد يا مولى الدكان
شيشباني فوق جمل سقد يا مولى المحل
شيشباني يبي الفول أمه جابت بهلول
شيشباني بالخوصة حلي حوشك يا العروسة
شيشباني بالمشاي حلي حوشك ياحناي.