لغز إرنيستو المتواصل
إسماعيل كمال
سقوط جديد لبرشلونة ولقب آخر يضيع أمام أعين لاعبين يتواجدون في واحدة من أفضل وأغلى تشكيلات الأندية في العالم فتكلفة لاعبي البلوغرانا تصل إلى مليار و180 مليون يورو .
قائد دفة الفريق الكاتالوني إرنيستو فالفيردي أثبت للجميع مجدداً بأنه لايصلح لقيادة فريق بحجم برشلونة بنجومه وقيمته المالية التي تفوق 1.18 مليار يورو، وأفضل فريق يتناسب مع أسلوبه فرق الدرجات المتوسطة .
لأتكلم من منطلق العاطفة الشخصية تجاه مدرب يخرج في كل مباراة بعد الخسارة ويتحمل المسؤولية بإخفاق يتلو الآخر ويحرص بكل جرأة على ضمان مواصلة مسيرته مع الفريق والبسمة لا تفارقه .
التعثرات الأخيرة أمام إسبانيول صاحب المركز الأخير في الليغا، والخسارة في السوبر الإسباني أمام أتلتيكو مدريد كانت آخر إبداعات المدرب الذي لايزال يبحث عن تشكيلة ثابتة مع تكرار أخطاء الدفاع ، السيطرة المطلقة التي يفرضها الفريق للخروج بغلة كبيرة من الأهداف في شوط واحد وبعدها التراخي في الدقائق الأخيرة كما جرت العادة في الموسم الحالي يظل لغزاً يصعب إيجاد حل له، وأصبح فالفيردي وكأنه يبدو غائباً عن الوعي في اللحظات الأخيرة للمباريات المهمة والتي تنزل كالصاعقة على جمهور الفريق المتابع.
التكتيك الذي ينتهجه برشلونة في الموسم الحالي أصبح مكشوفاً أمام الجميع فمباراة الكلاسيكو نهاية الشهر الماضي كانت خير دليل على أفضلية الريال المطلقة في الملعب، فعندما يواجه المدرب فاليفيردي ضغطاً عالياً من وسط ملعب الفريق المنافس تاركاً حلول الأطراف والمهارة التي يمتلكها لاعبوا الفريق دون إستثناء وعدم طلب صفقة دفاعية من الطراز الأول في المواسم الأخيرة رغم أن الخلل واضح بل وأصبحت كل الأندية تلعب على أخطاء الخط الخلفي للبلوغرانا يظل نقطة الضعف لدى تكتيك فالفيردي .
إرنيستو صنع ريمونتادا لخصم جديد أمام برشلونة، فبعد الريمونتادا الأولى في الأولمبيكو في ربع نهائي أبطال أوروبا عام 2018 أمام روما، والثانية في معقل الأنفيلد أمام ليفربول الموسم الماضي، ها هو يؤكد نظرية “الثالثة ثابتة” ويهدي أتلتيكو مدريد تأهلاً في نصف نهائي السوبر الإسباني في شكله الجديد بمدينة جدة السعودية .
حسب متابعتي فإن إدارة برشلونة تتحمل المسؤولية الكاملة عما يحدث داخل النادي، فالجمهور أصبح يتحسر على أيام لويس أنريكي القريبة وبيب غوارديولا عندما كان حسم اللقب مجرد قرار وسيصبح حقيقة مع كل موسم .
ما أريد إيصاله بأن فالفيردي بات خطراً على تشكيلة تعد من بين الأهم في العالم وإعتماده على ميسي فقط لحسم كل المباريات أصبح واضحاً، لكن إدارة الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو قد تبقي عليه بعدما عودتنا على ذلك مع كل إخفاق جديد فهل هي أجندة خفية داخل الإدارة الكاتالونية؟ سيكون كل هذا واضحاً مع ضياع موسم جديد في حال عدم التتويج بدوري الأبطال الموسم الحالي .. ياترى متى سينفذ صبر جمهور الفريق ويتحمل بارتوميو شخصياً مسؤولية مايحدث من تراجع وإختيارات وإخفاقات متتالية داخل البيت الكاتالوني ؟ عقب نهاية الموسم في مايو المقبل حديث آخر .