لعنة النفط تضرب كهرباء ليبيا والعراق
من الغريب أن تمر دولة نفطية بأزمة في توليد الطاقة الكهربائية، لكن ذلك حال الأمر الواقع في ليبيا والعراق، في مفارقة متزامنة.
أزمة توليد
لا تخفى الأزمة الليبية على أحد، فحسب نشرات الشركة العامة للكهرباء فإن الإنتاج في أقصى مستوياته يصل إلى 5100 ميغا وات.
بينما يتجاوز الاستهلاك 7 آلاف ميغا وات في حالات الأزمة، ويصل إلى أكثر من 6750 ميغا وات في الأيام العادية.
في المقابل يقدر الطلب على الكهرباء في العراق بأكثر من 21 ألف ميغا وات حسب ما ذكرت وكالة رويترز في 2016 بينما يبلغ الإنتاج نحو 13 ألف ميغا وات حسب بيانات وزارة الكهرباء العراقية.
إطاحة بوزير
وبحسب الصحف العراقية، فلم يتغير الأمر كثيراً خلال الأعوام الماضية، رغم الوعود بتعاقدات من أجل تحسين الشبكة الكهربائية.
وأطاحت أزمة انقطاع الكهرباء في العراق بوزيرها قاسم الفهداوي، الذي استلم الوزارة عام 2014 في حكومة حيدر العبادي.
حلول غائبة
يقارن البعض بجارة ليبيا مصر، التي أنجزت محطات توليد كهرباء بـ7 مليارات دولار خلال سنتين و3 أشهر، تنتج قرابة 14 ألف و400 ميغا وات.
بينما تكشف تقارير صحفية أن العراق صرف قرابة 41 مليار دولار على قطاع الكهرباء خلال الأعوام الماضية ولم تحل الأزمة فيه بالكامل.
في المقابل تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن عقود بملايين الدولارات، أبرزها عقد في عام 2014 مع شركة هيتاتشي اليابانية، لمولد تصل قدرته إلى أكثر من 350 ميغا وات.
ورغم كل هذه المصروفات في البلدين إلا أن مشكلة الكهرباء مازالت قائمة وتدفع المواطنين إلى الشوارع.
احتجاجات ومظاهرات
وشهدت المناطق الجنوبية العراقية مظاهرات عارمة، هدد خلالها المتظاهرون بإيقاف النفط الذي يخرج من مناطقهم.
أما ليبيا فقد شهدت احتجاجات في طرابلس، طالب فيها المواطنون بوضع حلول للأزمة المعيشية الخانقة، وعلى رأسها أزمة انقطاع الكهرباء.
وكما العراق، انتقلت موجة الاحتجاجات في ليبيا إلى عدد من المدن، على شكل وقفات في أوباري وسرت وتراغن والقطرون.
ومع كل هذه الحقائق الواضحة، تغيب الحلول الشاملة للأزمة المقيمة في الكهرباء، وكأن لعنة النفط في البلدين الغنيين به، يمنعان هذه الحلول.