لعنة الأحلام
عزالدين الفالح
هي لعنةٌ يخال إليك من أولها بأنها ستدوم لسنوات بعد الحلم المنتظر والذي تحقق في وقت كان فيه الأمل موؤودا في عمق الأرض ويحتاج إلى مارد المصباح ليخرجه علي وجه البسيطة نعم هكذا كانت الآمال والأحلام في تلك السنين العجاف التي عانت منها ليبيا.
وما أن جاءت لحظة الحسم ليتحقق الحلم وفعلاً تحقق في ظروف صعبة وفيها من المتغيرات التي لم يستوعبها الشارع الليبي والدولي إلا أن إدراكنا لها كان أعجوبة .
في ليبيا بعد كل هذه السنوات التي تلت سقوط عرش القذافي مزجت بأحلام العيش الرغيد والحرية والديمقراطية المنشودة والتي كانت رؤية تختار كل مرة منام أحد الصالحين من أبناء الشعب الليبي، إلا أن الأمر تغير جذريا بعد سيطرت التيارات المختلفة التي عملت بكل قوة للسيطرة علي الوطن والمواطن في ظل هذه الظروف تجد ذلك الحالم من أبناء بلدي الذي طالما كانت أحلامه لا يردها إلا عنان السماء، من طموحات وأحلام وآمال، قد تبخرت في حقيقة الأمر وأصبح الحلم كابوسا يهز أركان الحياة بكل تفاصيلها المريرة.
وأنت تتمشى في شوارع البلاد لا تجد حديثا إلا عن تلك الدراهم المعدودة التي تنتظرها طوابير الحزن والكآبة أمام مصارف خاويةٌ علي عروشها إلا بالقليل من الأموال التي لاتسمن ولا تغني من جوع، زد علي ذلك تلك الأمراض العارضة والمستعصية التي انهالت علي عدد من الليبيين التي شاركت في نثرهم في ربوع الأرض للبحث عن علاج قد يخفف الألم وينجي الحياة من الموت في ظل انهيار تام للقطاع الصحي في البلاد زد على ذلك موازين القوة المختلفة التي أنتجتها تلك الوجوه البائسة من المتصدرين للمشهد الديني وفتواهم المقيتة ولمصالحهم ومن يتبعهم أو من يوجههم إما تلك الوجوه التي طالما كانت ولازالت تنفخ في الهواء بقرارات مجحفة وقاهرة ضد الوطن والمواطن ومن يبحثون عن مجد مزيف بدماء الليبيين وثروتهم التي لم يستطعموا منها شيئا.
وفي ختام الألم يبقى الأمل هو المنشود وهو المصباح الذي يُنير حياتنا المجهولة.