لبنان: الشارع يرفض اقتراحات عون والاحتجاجات مستمرة
عاد المحتجون اللبنانيون أمس للتظاهر من جديد بزخم كبير، عقب خروج أنصار الرئيس ميشال عون في مسيرات تأييد أمام قصر بعبدا، وقد دعا عون أمس إلى مكافحة الفساد وتشكيل حكومة تكنوقراط محاولا تقديم نفسه كجزء من الحل لا جزءا من المشكلة.
ولم تمض ساعات على تظاهرة مضادة قام بها أمس أنصار الرئيس اللبناني ميشال عون ردا على التظاهرات المناوئة للحكومة والمستمرة منذ السابع عشر من أكتوبر، حتى تدفق المحتجون إلى شوارع العاصمة بيروت اعتراضا على ما اعتبروها محاولة من عون تنصيب نفسه وصيا على الحركة الاحتجاجية وسعيها ضد الفساد، متمسكين بشعاراتهم المطالبة برحيل النخبة الفاسدة المتمسكة بالحكم، والتي نهبت الدولة على مر عقود.
وطرح عون أمس في خطابه أمام الجموع التي احتشدت لدعمه، خارطة طريق ترتكز إلى ثلاث نقاط تتعلق بمحاربة الفساد وإصلاح الاقتصاد وبناء دولة مدنية، كما سبق وأعرب عن دعمه تشكيل حكومة يغلب عليها التكنوقراط قائلا إن اختيار الوزراء سيكون “وفق كفاءاتهم وخبراتهم وليس وفق الولاءات السياسية”، ودعا عون المؤيدين إلى توحيد جهودهم للقضاء على الفساد الذي وصفه بأنه “متجذر” في الدولة.
وعادت الحياة في لبنان إلى طبيعتها منذ يوم الجمعة الماضي، حيث أعيد فتح بعض الطرق كما فتحت المصارف أبوابها بعد إغلاقها لأسبوعين، مع شكاوى من المراجعين بفرض بعض القيود على سحب العملات الأجنبية والتحويلات إلى الخارج، الأمر الذي عزاه محللون إلى مخاوف من أن عملاء المصارف سيسارعون إلى سحب ودائعهم.
وقال متظاهرون أمس إن المطلب الوحيد الذي تحقق حتى الآن هو استقالة الحكومة، والطريق ما تزال طويلة نحو تحقيق المطالب الأخرى، وأن أي حكومة جديدة لا تكون وفق ما يريده الشعب، لن يكتب لها أن ترى النور أبدا.