لا ترتيبات أمنية ولا اعتذار لليبيين عمّا حدث
تقرير خاص 218
كشفت الأحداث الدموية التي شهدتها ليبيا مند بداية العام 2018، عن الفجوة الكبيرة التي تستغلها الجماعات الإرهابية وعلى رأسهم داعش، في تمرير عملياتهم الإجرامية وتنفيذها في توقيت قياسي، ويوضح مدى هشاشة الوضع الأمني في طرابلس بشكل خاص، وكانت هذه الفجوة، غياب العمل الحقيقي لترسيخ الأمن ضمن المؤسسات المتعارف عليها المتمثلة في الجيش والشرطة، والأجهزة الأخرى المتخصصة في عمليات التحرّي والتتبع لأي تحرّكات مشبوهة ورصدها.
وآخر هذه الأحداث الإرهابية، الهجوم على مقر وزارة الخارجية في العاصمة، الذي أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وعشرة جرحى بحسب ما أعلنته الجهات المختصة، وهو الهجوم الذي زاد من احتمالية بقاء هذه الفجوة الكبيرة التي بيّنت أن لا ترتيبات أمنية على أرض طرابلس، ولا حتى خططا “مخابراتية” تعمل بشكل مستمر على كشف أي عمليات يحاول داعش تنفيذها على الدوام في كل بقعة داخل ليبيا.
وهذا الأمر ليس تحليلا مباشرا لما حدث، وإنما واقعًا أقرّ به وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، حين أوضح أن الترتيبات الأمنية في طرابلس لم تُنفّذ بسبب قلة الإمكانيات وتقاعس بعض الكتائب الأمنية عن آداء مهامها في مشاركتها لتلك الترتيبات.
الأكثر غرابة فيما حدث، أن لا أحدا في الحكومة قدّم اعتذارا لكل الليبيين عن هذا التقصير، مند الهجوم على المؤسسة الوطنية للنفط ومقر المفوضية الوطنية للانتخابات، وبعدها الهجوم على وزارة الخارجية، وكلّها كانت ضمن نفوذ حكومة الوفاق، التي أعلنت في الفترة الماضية أن الترتيبات الأمنية قد بدأت، حين خرجت سيارات الأمن في طرابلس مجاهرة بالأمن في كل العاصمة.