“لاءات كثيرة” من المشير “المُنْتشي” لـ “الرئاسي المُنْقسِم”
218TV.net خاص
تبدو قمة قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في العاصمة الفرنسية باريس كما لو أنها “لحظة رهان دولية” على دخول ليبيا إلى “طريق الحل”، أو توغلها في “مسار أزمة مُتعرّج” لا خلاص منه، إذ ينضم إليهما المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في “أول اشتباك” له مع الأزمة الليبية منذ تعيينه، فيما ينضم أيضا بيتر ميليت السفير البريطاني لدى ليبيا الذي حضرت بصماته في الأزمة الليبية خلال المرحلة الماضية.
تقول أوساط إعلام تُواكِب تحضيرات اللقاء –الثاني من نوعه- في غضون أشهر قليلة إن المشير حفتر يذهب إلى باريس مُتسلحا بمواقف “واضحة وقديمة” تخص المؤسسة العسكرية والجيش، إضافة إلى المشهد السياسي الليبي، فيما يواجهه على الطرف الآخر رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج الذي تعتبره أوساط وشخصيات سياسية وبرلمانية وإعلامية بأنه قد “أُنْهِك” و “اسْتُنْزِف” من قبل الطبقة السياسية المحيطة بـ”رئاسي الوفاق”، وسط ترجيحات بأنه ليس مسموحا للسراج “هامش مناورة كبير” عكس السراج تماما الذي تسنده “نشوته العسكرية” في بنغازي.
منذ لقاء أبوظبي – تقول أوساط- وما بعده، وصولا إلى باريس فقد رصدت أجهزة استشعار إقليمية أن خطاب حفتر لم يتغير كثيرا، أسوة بمطالبه التي لا تُعْطيه أي “سلطة سياسية” غير مهمته الحالية في “شقها العسكري”، إذ يبدو أن حفتر سينقل إلى باريس “لاءاته القديمة” والتي تتمثل ب”جيش ليبي موحد”، وأن يتحول كل فرد يمتلك رقما عسكريا إلى عنصر في المؤسسة العسكرية، إضافة إلى رفض البحث في اقتراح تقسيم ليبيا، فيما سيطالب حفتر بضرب أية قوى أو جماعات مسلحة يمكن تصنيفها على أنها “موازية” للجيش.
وترجح مصادر ومعطيات أن يتمسك حفتر ب”هيئة رئاسية” تحل محل المجلس الرئاسي، وتتألف من رئيس المجلس الرئاسي، ورئيس مجلس النواب، والقائد العام للجيش الوطني، لإدارة المشهد الليبي كاملا، وهو أمر تستبعد المعطيات المُتسربة من باريس، موافقة السراج عليه، إذ يميل الأخير نحو “خارطة الطريق” التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، وهي “الوصفة الغامضة” التي قيل ليبياً إنها من “بنات أفكار” قوى سياسية إسلامية تُهيمن على المسرح السياسي في العاصمة.