كيف كان الناس يستيقظون قبل اختراع المنبّه؟
218TV.net خاص
وليد نجم
منح الله البشر في دنياهم نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن النعم التي يغفل عنها الكثير من الناس نعمة النوم، التي لولاها لما استطاعوا أن يتخلصوا من عناء التعب الجسدي والعصبي الذي يمرون به خلال يومهم.
وعلى الرغم من اختلاف الناس في طبيعة نومهم من حيث خفته وثقله وسطحيته وعمقه، إلا أن الشخص أيا كان نوع نومه فإنه بحاجة للاستيقاظ للقيام بأداء المهام اليومية، وهو ما يعتبره أغلب الناس من أكثر ما يزعجهم في الصباح.
وقد برزت الحاجة عند الناس منذ القدم لابتكار وسائل تعينهم على الاستيقاظ في الصباح. ويذكر أن الفيلسوف اليوناني أفلاطون كان أول من فكر بالمنبه في العام 400 قبل الميلاد، حيث قام بتركيب جهاز توقيت قائم على تدفق الماء وكان يخرج صوتًا.
ومرّ المنبه بمراحل تطور عديدة خلال العقود السابقة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف كان يستيقظ الناس من نومهم في الماضي قبل اختراع المنبه ؟
وكما قيل فإن الحاجة أم الإختراع، فقد لجأ الناس في الماضي لابتكار طرق متعددة لمساعدتهم على الاستيقاظ في الصباح، ولعل من أهمها:
1. تعويد الجسم وبرمجته على الاستيقاظ مبكراً:
لعل الناس قبل اكتشاف الكهرباء وظهور الكثير من مُغريات الحياة الليلية، اعتادوا على النوم المبكر للإستيقاظ المبكر، وقد ساعدهم ذلك على برمجة ساعات النوم داخل أجسادهم، فلم يجدوا مشقة في عملية الاستيقاظ في نفس الوقت مبكراً. وهذا ما يطلق عليه العلم اليوم برمجة الساعة البيولوجية في الجسم.
2. الاستفادة من بعض الحيوانات كالديك والطيور:
استفاد الناس في القدم من صوت الديك في الاستيقاظ، فقد كان صوته انذاراً بدخول وقت الفجر وبزوغ الصباح، وقد كان هذا الأمر منتشراً في الأرياف، أما عن الطيور فزقزقتها كانت عونا للإستدلال بدخول الصباح.
3. موظف الإيقاظ اليومي:
ظهرت في مطلع القرن العشرين في بريطانيا مع الثورة الصناعية في أوروبا ظاهرة تخصيص أشخاص لإيقاظ الناس النائمين يومياً. وقد عمل أناس بهذه الوظيفة وكانوا ينقرون على النوافذ بواسطة عصا طويلة، ويتقاضون مقابل مهنتهم نقودا بشكل أسبوعي، وكان يطلق على هذا الشخص (الموقظ).
4. أصوات المساجد والكنائس والمصانع:
استفاد الناس من صوت أذان الفجر صباحا للاستيقاظ، كذلك أصوات أجراس الكنائس. وكانت المصانع في نهاية القرن الثامن عشر في أوروبا تطلق صفاراتها بعد شروق الشمس لتنبه العمال بموعد الدوام.
