كيف أطلق العقيد “سباق الحُكْم” ؟
218TV| خاص
رغم مرور سبع سنوات على اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير لا تزال العديد من القصص المرتبطة بكيفية إدارة نظام العقيد معمر القذافي لتداعيات وآثار فبراير، لكن قصة واحدة يرويها شهود ثقاة لا يريدون حتى اللحظة تظهير هوياتهم في المشهد السياسي الليبي المُعقّد والمُلْتبس، تشير إلى أن العقيد معمر القذافي قد تصرف على نحو يُظْهِر مقدار استعداده لتدمير ليبيا كاملة، بدون أي اعتبار لمواطنيها، أو مستقبل ليبيا، حينما ظهر وهو يُحرّض أبناءه على “وأد ثورة فبراير”، وأن ليبيا ذات الستة ملايين نسمة، وبنحو مليوني برميل نفط يوميا ستكون “جائزة مستحقة” لمن يقتل ثورة فبراير.
تقول رواية الثقاة إن سيف الإسلام القذافي منذ بدء ثورة تونس لم يقف منها موقفا معاديا بل لوحظ أنه يدعمها، وكان متحمسا لها، لكنه بدأ يشعر بالخطر عندما تمددت نحو مصر، فقرر أن يدير اتصالاته السياسية داخل ليبيا مع جماعات إسلامية “مُسيّسة” في ضوء معلومات ومعطيات أن مدن ليبية تستعد للتحرك، إذ اتفق مع شخصيات سياسية على وضع مقاربة سياسية تخص ليبيا تُدْفع أموال ضخمة، وتُعدّل فيها سياسات تخص الحد الأدنى من الديمقراطية، وتخفيف “القبضة الخضراء” على مفاصل السياسة والاقتصاد، وهي مُقاربة قيل إنها اقتربت كثيرا من “اتفاق جنتلمان” بين سيف الإسلام والعديد من الشخصيات الوازنة.
بعد أن أنهى القذافي اتصالاته ومشاوراته توجه صوب خيمة العقيد فيما كانت ثورة فبراير قد أصبحت “تحصيل حاصل”، وأن “هزات سياسية حقيقية” يمكن أن توقفها فقط، إذ ذهب الابن ليضع العقيد بصورة ما اتفق عليه مع شخصيات لتعطيل وصول الربيع العربي إلى ليبيا، لكن لوحظ أن القذافي الأب بدا ساخرا وموبخا لنجله على مقاربة سياسية من هذا النوع، بل وجه اتهامات لسيف بأنه من “النوع الضعيف” الذي لا يمكن الاعتماد عليه، قبل أن يُطْلِق على نحو صادم سباقا بين أبنائه على حُكْم ليبيا.
الرواية ذاتها تكشف أن حوار الأب والابن جرى بحضور أبناء آخرين للقذافي عُرِف منهم معتصم وهو مستشار الأمن القومي للعقيد، ولديه نفوذ أمني وعسكري واسع، إضافة إلى خميس الذي يقود كتيبة عسكرية وله دراية عسكرية، ونفوذ مؤثر في الأوساط العسكرية، وكان رهانًا حقيقيًا لوالده في ضرب ثورة فبراير، إذ قال القذافي –وفقا للرواية- إن من يُكسّر ثورة فبراير فإنه سيحكم ليبيا من بعده، وهو عرض مغري أسال لعاب الأبناء الذين بدت أطماعهم السياسية والمالية تكبر في السنوات الأخيرة من حكم الأب.
ماذا كان موقف سيف الإسلام القذافي من السباق الذي أطلقه الأب؟ هذا سؤال لا يفترض سوى إجابة واحدة تتمثل في الخطاب الذي ألقاه سيف الإسلام وظهر فيه كأنه نسخة طبق الأصل من الأب العقيد، إذ رفع إصبعه مرارا خلال الخطاب محذرا الليبيين، إذ يبدو أن صاحب مشروع “ليبيا الغد” قد قَبِل السباق، وقرر خوضه مبكرا.