كهولة في عمر الشباب
مهند نجم
الكهولة تعني العمر الذي يقع بين سن الشباب والشيخوخة، أما في ليبيا فيختلف التصنيف فلم تدع الحروب الدائرة من السنوات أي مجال للشباب ليبرزوا طاقتهم إلا عند امتطاء آلة الحرب القاتلة التي لم تجلب سوى الدمار..
الكهول الحقيقيون في المشهد الليبي لم يتوانوا في صناعة حالة من الأرق لشباب في عمر الزهور فأصبح عمر الزهور “الشبابي” يضيع في خريف الحروب الخاسرة..
قاسية هي المشاهد الدامية التي تسيطر على بلادنا وتلقي بظلالها على واقعنا وتقضي بلا هوادة على مستقبلنا، فيستمتع الكهل حين يكلف بمنصب من المفترض أن يقتلع من خلاله الشوك من طريق الشباب ويمهد لهم أدوات صناعة مستقبل التي تسهم في حالة تطور البلاد بنشر حالة من الفوضى وتغليف سمائنا بالغيوم الشاحبة التي تجعلنا لا نفكر إلا في اكتمال الحروب بأقل الخسائر..
كهولنا للأسف اختلفوا عن كهول “النصارى” كما تسميهم آلة الخطاب الديني، فهناك يعد هذ العمر “بنزين” يحترق لخدمة الشباب، وكهلونا اتخذوا من شبابنا وقودا يغذي حروب “المكاسب السياسية”
الكهل الليبي لا يوفر الجو الذي يساعد على التقدم، عندما يتحكم في مفاصل الدولة كمسؤول بل هو بارع في إعلان حالة نفير القوات وعمليات الدحر والتحرير، وهكذا أيام الربيع الشبابي في خريف الوطن متخشبة لا تشعرنا سوى بالألم الملاصق لنا..