كل ما تريد معرفته عن “حيادية الإنترنت”.. ماذا عن الوضع في ليبيا؟
قبل عامين وقع رئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما على قرار يقضي بحيادية الإنترنت، وذلك بعدما استطاع إقناع هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية بالتصويت لصالح القرار.
الآن هيئة الاتصالات الفيدرالية تعود للتصويت ضد القرار الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً ومطالبات غاضبة من مستخدمي الإنترنت وبعض الشركات بإعادة القرار.
ما المقصود بـ “حيادية الإنترنت”؟
عبارة عن تقديم خدمات إنترنت للمستخدمين بدون تمييز والتعامل معهم ومع كافة هذه الخدمات بسياسة واحدة وعادلة.
فلك أن تتخيل نفسك مثلاً تشاهد جميع المواقع بنفس الأداء والسرعة من مزود الخدمة لديك، سواء كان مثلاً يوتيوب أو فيسبوك أو أي موقع آخر.
لكن مع انحياز الإنترنت يُمكن لشركات تزويده لديك الآن أن تتلاعب بسرعة أداء هذه المواقع ومحتواها، فمثلاً تقوم بجعل مشاهدة فيديو يوتيوب بطيئا لكي تشاهد موقع آخر، أو تضطر غوغل أن تدفع لهذه الشركة كي يعمل موقعها دون مشاكل كي لا يذهب جمهورها للمنافسين.
فملاً شركة تزويد الإنترنت كومكاست تمتلك شبكة بث المحتوى NBCUniversal وهذا يعني أنها سوف تمنحها الأولوية في سرعة الأداء، في هذه الحالة ستأتي شركة نِت فلِكس لبحث المحتوى لتدفع إلى هذه الشركة كي تعود خدماتها سريعة.
وبعد إلغاء قرار الحيادية ستكون الأمور أقلّ عدلاً ويُصبح لشركات تزويد الإنترنت سُلطةٌ أعلى في التحكم بالخدمات ولا يتعلق الأمر بسرعة أداء خدمة دون أخرى فقط، بل تلجأ الشركات لإظهار إعلانات بل يصل الأمر إلى حجب مواقع وخدمات.
مصائب قوم وفوائد آخرين
كان المتضرر في حيادية الإنترنت هو شركات تزويد الإنترنت مثل كومكاست وVerizon وAT&T وهي الآن سعيدة بإلغاء القرار، حيث كانت هذه الشركات غير قادرة على جمع أموال من الشركات العملاقة مثل غوغل وفيسبوك وأمازون وتويتر ونِت فلـِكس.
أما المتضررون الآن من انحياز الإنترنت يأتي على رأسهم المستخدم العادي ثم شركات الخدمات وبث المحتوى مثل نت فلكس التي أعلنت عن خيبة أملها من القرار.
أيضاً سوف يستفيد من القرار الجديد الإعلام التقليدي مثل الفضائيات.
المعارضون للحيادية يقولون إن شركات تزويد الإنترنت كانت لا تستطيع تطوير شبكاتها وبنيتها التحتية وأدائها بسبب حرمانها من أموال الشركات الكبيرة، والآن مع انحياز الإنترنت سوف تستعيد هذه الشركات مصدراً ضخماً من التمويل.
ماذا عن الوضع في ليبيا؟
لا يوجد في ليبيا أو أي بلدٍ عربي أو حتى معظم دول أوروبا وأمريكا اللاتينية ما يُعرف بحيادية الإنترنت، حيث يتم حجب بعض التطبيقات والمواقع لأسباب غير واضحة وتقليل سرعة خدماتٍ وفق ما ترغب به الشركة وبعيداً عن قوانين واضحة.