قوات الوفاق تستعين بمرتزقة تشاديين في محاور طرابلس
تقرير | 218
لا تعرف محاور القتال هدوءا منذ اشتعالها في الرابع من إبريل الماضي، حيث تشهد جنوب العاصمة طرابلس اشتباكات عنيفة تدور رحاها بين الجيش الوطني والتشكلات المسلحة في وادي الربيع وعين زارة وخلة الفرجان، مع حديث عن تقدم نسبي للتشكيلات المسلحة في أربعة شوارع النهر.
لكن الاشتباكات ليست فقط في المحاور المذكورة آنفا فهنالك ضفة أخرى باتجاه الجنوب الغربي تشهد بين الفينة والأخرى معارك ضارية لا تعرف توقفا بالساعات، لعل أبرزها ما حصل في منطقة اسبيعة التي تقدمت فيها التشكيلات المسلحة ثم تراجعت لتعود إلى أماكنها الأولى، ابتداء من مدرسة الكفاح وصولا إلى عمق مدينة العزيزية التي باتت تشهد وجودا مكثفا للمجموعات التشادية، التي تقول مصادر من غرفة عمليات طرابلس إنهم جاؤوا بعد الاستعانة بهم من قبل آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للوفاق أسامة الجويلي، الذي أظهر عداء للقيادة العامة للقوات المسلحة ورفض بحسب مصادر خاصة لـ218 وساطة قادها أعيان من الزنتان للابتعاد عن هذه المعركة إلا أنه قرر رفض هذه المساع وهو ما عُدّ سيرا عكس التيار.
في محور المطار حدثت يوم أمس اشتباكات وصفت بالعنيفة وتحديدا في منطقة الرملة التي تشهد تنازعا في السيطرة بين الوحدات الموجودة هناك والتشكيلات المسلحة التي هي خليط من أفراد من مدينة الزاوية مع آخرين من مدينة مصراتة، يتمركزون على الأرض تاركين المجال الجوي فوقهم لطائرات سلاح الجو التي كثفت من طلعاتها فوق المنطقة لاستهداف التمركزات والحد من الكثافة النيرانية.
محور المطار من جانب الأحياء البرية وباتجاه عمق طرابلس شهد كذلك اشتباكات حامية بين مجموعة تأتمر بإمرة صلاح بادي المعاقب دوليا وبين وحدات من اللواء ثلاثة وسبعين مشاة، الذي صد هجوما عنيفا كان يريد منفذوه تضييق الخناق على وحدات الجيش وإجبارها على التراجع عن تمركزاتها التي تشكل خطرا، ذلك أن هذا المحور يعتبر الأقرب إلى قلب طرابلس، فقد سبق للواء 73 أن وصل إلى تخوم كوبري الفروسية النقطة التي تبعد كيلو مترات قليلة جدا عن قلب العامصة طرابلس، وتحديداً منطقة بوسليم.
بالعموم لم تحدث الهجمات الشرسة للتشكيلات المسلحة التي قيل إنها تندرج تحت إطار المرحلة الثانية من المعارك أي نتائج ملحوظة، فوحدات الجيش ما تزال في تمركزاتها السابقة في كل المحاور وما تزال تسيطر على مناطق بأكملها على حدود طرابلس وفي عمق ورشفانة.
في إطار توصيف الوضع الميداني وتبيان تمركزات كلا الطرفين بات هنالك حديث متواتر عن الوجود التشادي في المعركة، فسكان العزيزية صاروا يلاحظون بوضوح بوابات أمنية يقيمها أفراد محسوبون على التبو التشاديين، ليعززوا الروايات التي تحصلت عليها 218 نيوز من مصادر مقربة من غرفة عمليات طرابلس وكذلك روايات من أفراد يقاتلون في صفوف الوحدات العسكرية.
آمر غرفة المنطقة الغربية أسامة الجويلي قام بفي وقت سابق بالاستعانة بأفراد من المحاميد والتبو ليقاتلوا معه في هذه المعركة؛ نظرا للانقسام الشديد الذي حصل في مدينة الزنتان وداخل كتائبها المسلحة، وهو ما اضطر الجويلي إلى الاستعانة بهم حيث خلقوا له الزخم العددي وأوجدوا له حضورا على الأرض كان يفتقده كثيرا.