قصص مُرعبة لم تقرأها من قبل.. عن ليبيا والحرب
“لا نرغب في الخروج من مناطقنا التي تتعرض للاشتباكات المسلحة والقذائف العشوائية.. لأننا سنُقتل في حروبه القادمة على العاصمة، ونُفضّل البقاء في منازلنا..” كان هذا الردّ على أحد الذين حاولوا إنقاذ العائلات العالقة في مناطق الاشتباكات التي تدور رحاها في طرابلس. ولكنّ الردّ لم ينتهي عند تلك الجُملة، وأكلمها بعدها على هذا النحو، لمن لا يعلم أو تناسى: تقع طرابلس في ليبيا، وتُعتبر عاصمة البلاد وتُعرف أيضا بأنها “عروس البحر المتوسط”.. انتهى حديث الرجل الذي قاوم مع أسرته وجيرانه، في وقتٍ عصيب، كان على الحكومة أن تقف في جانبه، لا أن تبكيه حين يُقتل في بيان خجول.
يومٌ ليس ككُلّ الأيام على طرابلس السوداء التي تنتحب كل يوم مع أهلها، الذين تخلّت عنهم الأجسام السياسية، والتي كانت في وقتٍ قريب تتغنّى بأهلها في كل ليبيا وطرابلس على كونها عاصمة البلاد ومصدر الفخر لكل الليبيين.. ثلاث عائلات أمضى معهم الموت يومًا كاملا دون أن يجدوا من يُسعف بعضهم أو حتى أطفالهم الذين لن ينسوا من خذلهم، وتركهم لمصيرهم.
ويقول أخر في مناطق الاشتباكات في طرابلس بحُرقة: “لا تحكي عن السياسة ولا حتى عن الاصطفافات الجديدة والتحالفات التي تُصنع في الخفاء، فطرابلس اليوم تجاوزت الخُرافات وأصبحت أكثر يقينًا من قبل، أنها عملية قتل مُنظّم يهدف إلى التهجير والقتل”
وأشار أحد الذين خرجوا من بيوتهم ، بقوله” المقرّات المسلحة في العاصمة والتي يتصارع عليها المتحاربون، أكتشفنا أنها الأقلّ ضررًا من البيوت والممتلكات الخاصة، وكأنها صفقة أُبرمت في الخفاء.. أُقتل ما شئت من الأبرياء، لا أحد يقف في صفّهم”.
وكانت احدى الناشطات الحقوقيات، قد دعت إلى أن يكون هناك رأي عام مؤثر على كل ما يحدث في ليبيا، وأشارت أن المبادارات لوقف إطلاق النار لا تكفي لوحدها، على المنظمات الحقوقية الليبية والدولية، أن تكون حاضرة في أي اتفاق، لضمان عدم خرق أي اتفاق بين الأطراف، وأنهت حديثها: “ولكن مع هذا، يجب معاقبة الجُناة وتقديمهم للعدالة”.