قصة “الرعب ” الذي واجهته “تسيغا” اللائجة الإريترية في ليبيا
بعد أكثر من عامين في أحد مراكز الاحتجاز في العاصمة طرابلس، تترقب طالبة اللجوء الإريترية “تسيغا” قبل الصعود على متن طائرة متجهة من ليبيا إلى رواندا، بعد محنة دامت ثلاث سنوات ونصف تعرضت خلالها للاحتجاز من قبل المهربين والانفصال عن زوجها.
ونقلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قصة “تسيغا”، البالغة من العمر 28 عاماً، وابنها، بعد إطلاق سراحها “أخيراً من الاحتجاز قبل أسبوع واحد فقط، وهما من بين مجموعة من 79 طالب لجوء نقلتهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى رواندا يوم الخميس الماضي”.
وباتت “تسيغا”، بأن الرعب الذي عاشته على مدى السنوات القليلة الماضية بات وراءهم أخيراً، لحظة انتظارها في مركز السراج للتسجيل في طرابلس والتابع للمفوضية حيث حصل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم على الوثائق والحقائب والوجبات الخفيفة قبل صعود الحافلات المتجهة إلى المطار.
وعبّرت الأُمّ: “الحمد لله أن ما حدث في الماضي قد انتهى. كانت الأمور صعبة للغاية، وواجهت العديد من المشاكل، وأنا سعيدة جداً لأنني وصلت إلى هنا بعدما مررت بكل ذلك”.
وأشارت المفوضية في نقلها لقصة تسيغا، إلى أنها “بعد انفصالها عن زوجها، تمكن من الفرار من المهربين الذين كانوا يحتجزونهم قبل عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا والوصول إلى بلجيكا، حيث تأمل في يوم من الأيام أن تتمكن هي وابنها من الانضمام إليه”.
وأعربت تسيغا، أنها تتمنى “أن أتمكن في المستقبل من أن يلموا شملي مع زوجي وأن أحظى بحياة هادئة ومستقبل أفضل لابننا. أتمنى أن تتمكن الحكومات في جميع أنحاء العالم من مساعدة الأشخاص الذين يعانون هنا. الحياة في ليبيا صعبة للغاية، فنحن نتعرض للاختطاف، يبيعوننا ويشترينا الآخرون. لا نشعر بالأمان التام لأننا لا نعرف ما قد نواجهه في أي وقت أثناء وجودنا هنا”.
وأضافت مفوضية اللاجئين، “ضمت مجموعة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين غادروا ليبيا يوم الخميس رجالاً ونساءًا وأطفالاً من إريتريا والسودان والصومال، كثير منهم كانوا محتجزين في السابق وبعضهم – مثل تسيغا – لسنوات”.
وأفاد المتحدث باسم المفوضية، بابار بالوش، في إيجاز صحفي في جنيف يوم الجمعة الماضي: “رحلات الإجلاء هذه هي عبارة عن طوق نجاة حيوي للاجئين وطالبي اللجوء العالقين في ليبيا. في ظل غياب المسارات القانونية، يواصل الأشخاص الانطلاق في رحلات خطرة عن طريق البحر بدافع من اليأس مما يؤدي إلى حدوث خسائر مأساوية في الأرواح”.
وقد يخاطر أكثر من 45,200 لاجئ وطالب لجوء من المسجلين حالياً لدى مكتب المفوضية في ليبيا، بدون زيادة الطرق القانونية التي تتيح الوصول إلى بر الأمان، بالشروع في رحلات خطرة عن طريق البحر، حيث غرق أو فقد 114 لاجئاً ومهاجراً في الأسبوع الماضي وحده.
وكان من بين من كانوا على متن رحلة الإجلاء يوم الخميس الماضي، طالب اللجوء الصومالي “فواز”، البالغ من العمر 21 عاماً، والذي وصل إلى ليبيا ولم يكن يبلغ من العمر سوى 11 عاماً فقط، تمكن من الفلات من مهربين كانوا يحتجزونه مقابل فدية.
وبعد أن حاول عبور البحر إلى أوروبا دون أن ينجح، تم وضعه في مركز احتجاز تاجوراء إلى أن تعرض للقصف العام الماضي أثناء النزاع في طرابلس.
وأثناء عبوره البحري ، التقى فواز بزوجته فرح، ولديهما الآن ابن يبلغ من العمر أربعة أشهر.
وأعرب فواز، أنه يأمل في أن يؤدي إجلائهم إلى حدوث تغير في مسار حياتهم، وأن يحصل ابنهما عدنان على الفرص التي لم تتح له.
وأضاف فواز: “لقد عانينا في السنوات العشر الماضية، لكن نأمل بعد هذه المعاناة أن نرتاح الآن. لقد عانينا كثيراً وتعرضنا للضرب والتعذيب. يختطفونك ويأخذونك من مكان إلى آخر ويبيعونك من شخص إلى آخر. لم أحصل على التعليم المناسب، لكني آمل أن يتمتع أطفالي بمستقبل أفضل وأن يتعلموا”.