قراءة في العناوين
سمير عطا الله
كل ما رأينا حتى اليوم، كان خارج السياسة والدبلوماسية المألوفة. خلاصة الحدث أن الأمير محمد بن سلمان نقل إلى «العالم الجديد»، صورة وأفكار وطروحات «العالم المتجدد». نهضة ذات وجوه عدة وعنوان واحد: المستقبل.
الزيارة الرسمية المستطردة التي لا سابقة لها بكل المقاييس، لم تستمر فقط 17 يوماً، لقد بدأت يوم طرح ولي العهد على الداخل والخارج رؤيته لتجدد الدولة الراسخة في العراقة، والمتطلعة إلى الانضمام إلى متغيرات العصر. لم يتغير مفهوم التقدم منذ الأزل، وله طريق واحد: الأمام.
أهمية الزيارة إلى بريطانيا وأميركا أن الأمير محمد لم يخاطب فقط داوننغ ستريت والبيت الأبيض، بل سائر المؤسسات الرسمية والعلمية والاقتصادية. في قصر باكنغهام يشدد في زيارة الملكة إليزابيث الحرص على أهمية العراقة، وفي جامعة MIT يعلن الانضمام إلى قطار الآفاق العلمية الذي لا يعرف أحد مداها.
هذا حجم شراكة لا مجرد تحالف أو تطوير لصداقة قائمة منذ نحو القرن. يحتم هذا الانتقال الظروف الموضوعية التي يمر بها الفريقان ومعهما العالم. وإذا كان من عنوان لهذه الشراكة فهو الصراحة والوضوح. لم يترك ولي العهد شيئاً للغموض والتأويل. المملكة تواجه تحديات واسعة ونقلة كبرى في مسيرتها. وتواجه أخطاراً قرر أهمها أن يعلن عن نفسه للعالم قبل عودة الأمير محمد من جولته الأميركية. فالصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران من اليمن استهدفت بكل وضوح الضيف والمضيف معاً. ولا ضرورة للشرح أن الصواريخ العابرة للقارات لا تصنع في صعدة.
إنها استعراض للرد على الشراكة التي تغير الموازين الاستراتيجية في المنطقة. وما لم يكتمل خلال زيارة الرئيس ترمب إلى الرياض قطع أشواطاً كبرى خلال زيارة ولي العهد إلى واشنطن.
لم يحدث من قبل أن بلغت علاقة أميركا بدولة عربية المستوى الذي بلغته بعد هذه الجولة علاقتها مع السعودية. لقد تعرف الرأي العام الأميركي إلى قيادي في الثانية والثلاثين، يرافقه شقيقه خالد، السفير الذي لم يبلغ الثلاثين بعد. ذلك هو عنوان آخر لحيوية التجدد. لعله العنوان الرئيسي.