في ذكرى مقتله.. القذافي حاضر بـ”تركته الثقيلة” في ليبيا
تمر على الليبيين، اليوم، الذكرى التاسعة لمقتل العقيد معمر القذافي، عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد أكثر من 40 عاماً من إحكامِ قبضته على البلاد بنظام ينفر من الانفتاح ويُعرف بـ”الانغلاق والقمع”.
وتنقسم تعليقات الليبيين على ذكرى موت القذافي بين مُدافِع عن “ثورة 17 فبراير” التي تُوّجت بإنهاء نظام العقيد بحسب وُجهة نظرهم، وبين من يُحمّل مسؤولية كل ما تعيشه ليبيا من فوضى ومآسٍ إنسانية لـ”مُخلفات القذافي” التي بقيت تركة ثقيلة في عنق ليبيا.
وعلى الرغم من مرور 9 أعوام على مقتل القذافي، إلا أنه ما يزال حاضراً في ليبيا، فأي تتبع بسيط لأصل أي من المشاكل التي تعيشها ليبيا حتى يومنا هذا، يوصلنا في نهاية المطاف إلى ثغرات “نظام العقيد” التي خلّفت إرثاً ثقيلاً ما يزال الليبيون يدفعون ثمنه.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، تمثلت أبرز الأخطاء التي ارتكبها النظام السابق في التغييب القسري لدور المؤسسات، وتسيير البلاد بـ”ثقافة القائد الأوحد”، ما أوجد بيئة خصبة لانهيار جماعي لدور المؤسسات وانفجار حالة من الفوضى في البلاد.
ومن الأدلة التي يُورِدها ليبيون على أن العقيد لا يزال حياً من خلال خطاب الكراهية الذي زرعه على مدى 4 عقود بين الليبيين، حينما شجّع على إقصائهم وتهميشهم، إضافة إلى “التغييب القسري” لليبيين، ووجبات قتلهم وشنقهم أمام الناس في محاولة لدب الرعب في قلوبهم.
هذه المُمارسات أسهمت في نشر ثقافة الجرائم المروعة في المجتمع الليبي، فضلاً عن دور العقيد الحاضر حتى يومنا هذا في انتشار السلاح بعدما طلب من الليبيين في آخر أيامه أن يُحوّلوا ليبيا إلى “نار حمرا جمر” وفتح خزائن السلاح أمام شباب البلاد الغارقين منذ 9 أعوام في دماء هذه الأسل