في ذكرى تأسيس أول جامعة ليبية: سينتهي النفط ولن ينضب علمها
ذكرى تأسيس أول جامعة ليبيىة، مفارقة كبيرة في ليبيا اليوم، التي أصبح فيها العلم آخر الاهتمامات
خاص 218
تعيش ليبيا اليوم ذكرى تأسيس أول جامعة ليبية في 15 من ديسمبر 1955 والتي كان مقرّها في قصر المنار في مدينة بنغازي، وكانت أولى كلياتها كلية الآداب التي ضمت 31 طالبا.
وتعود حكاية أول جامعة ليبية، عندما زار وفد من ليبيا مصر وطلب منها إعارة أساتذة ليعملوا على المساهمة في الجامعة الليبية، ووافقت الحكومة المصرية على طلب ليبيا، وتعهّدت بدفع مرتبات الأساتذة حينها.
وكان من بين الأساتذة، الذي عمِلوا في الجامعة الدكتور طه الحاجري الذي درّس ” الأدب العربي ” ، والدكتور عبد الهادي أبو ريدة الذي درّس ” الفلسفة ” والدكتور عبد الهادي شعيرة ” التاريخ ” عبد العزيز طريح شرف ” الجغرافيا ” وفيما بعد تعاقدت الجامعة الليبية حينها مع ويليام كليلاند ” اللغة الإنجليزية “، ورشّحت الحكومة الأمريكية وقتها بعد الدكتور مجيد خدوري “عراقي” عميداً للكلية على نفقة الحكومة الأمريكية. بحسب مصادر جامعية وعلمية أخرى منها منصّات مختصة على مواقع التواصل المهتمة بالشؤون والبحوث الجامعية العلمية.
وكان موقع الجامعة ” قصر المنار” والذي كان مقرّا في عهد الاستعمار الإيطالي مقرّا للضابط والقائد العسكري الإيطالي ” إيتالو بالبو “.
وتأسست فيما بعد كلية العلوم بالجامعة الليبية، في طرابلس عام 1956، وكلية الاقتصاد في بنغازي العام 1957، وبعدها كلية القانون عام 1962 في بنغازي وكلية الزراعة في طرابلس عام 1966 وكلية القانون في بنغازي العام 1962. وكلية الطب البشري في بنغازي عام 1970 .
أما في السادس من أكتوبر عام 1968 فقد تم وضع حجر الأساس للمدينة الجامعية الجديدة في بنغازي، ضمت إلى الجامعة كلية المعلمين العليا وتم تغيير اسمها إلى كلية التربية.
قد تعكس ذكرى تأسيس الجامعة الليبية الـ63 مفارقة كبيرة في ليبيا اليوم، التي أصبح فيها العلم آخر الاهتمامات، وأول ضحايا المعرفة هُم الأساتذة والمعلمين في المدارس على حدّ سواء، وقد تكون إشارة واضحة وجرس إنذار لكل الليبيين تقول لهم: أسّس الآباء والأجداد لكم منارة علمية واجتهدوا لأجل أن تكون بلدكم في مصاف الدول العلمية والمتقدمة، لا من الدول النفطية فقط.
وشهِد العالم طيلة عقود مضت، نزاعات دموية كان فيها سلاح العلم يتراجع حينًا أمام همجية الحروب القاتلة التي سرقت الأجيال ونهب أحلامهم. كانت ليبيا من بينهم، لكنّها لم تُقتل في أيّ حروبٍ سابقة دخلتها، مند الحروب العالمية وإلى الحروب الجديدة، التي يصنعها أبناءها ويُقتل فيها أبناءها باسمها وباسم الثورة حينًا.