في ذكرى التحرير السابعة: ليبيا وإن طال النضال
تباينت ردود الأفعال لدى الليبيين في الذكرى السابعة لتحرير ليبيا من سلطة معمر القذافي الذي حكم ليبيا بالحديد والنار، ومنع أي صوت غير صوته يعلوا في الميادين وفي الساحات، وفتح فيها مخازن السلاح في لحظة أيقن فيها أنه غير مرغوب فيه من قبل الليبيين الذين ثاروا لأجل حريتهم وطموهم بأن تكون ليبيا منارة للعلم والمعرفة، لا الكراهية والقتل لمن يقول لا للقذافي.
ولكنّ هذه الذكرى اليوم، تأتي في وقتٍ خيّبت فيها الأطراف السياسية أمل الليبيين، وجعلتهم منقسمين بين من أختزلها في شخص المستشار مصطفى عبدالجليل، الذي أصبح أسمه مقترنا بخطاب التحرير، وبين آخرين ما زال رهانهم أن ليبيا ستكون بخير، وأن لابد من ليبيا وإن طال النضال.
في مقابل هذا كله، يترقّب الشارع في ليبيا ما سينتجه لقاء القاهرة قريبا، الذي يهدف إلى توحيد المؤسسة العسكرية وإنهاء حالة الإنقسام التي طالت لسنوات، إضافة إلى المؤتمر المزمع عقده في إيطاليا حول ليبيا، وإمكانية نجاحه وطي صفحة قاسية من سنوات دفع فيها الليبيين ضريبة الانقسام، والمراهقة السياسية التي جعلت بعض الأطراف تتلاعب لأن تستمر حالة الفوضى في ليبيا.
وفي ذات الحديث عن ذكرى التحرير، يرى فيها بعض الأكاديمين والكُتّاب أن مرحلة إعلان التحرير، كانت حسّاسة ومفصلية بعد ثورة فبراير، وأن أطراف لها أفكار متطرفة حاولت استغلال حماسة الشباب بالتغيير والإصلاح في ليبيا، لصالحها وعملت على تمويل ودعم بعض الجماعات المسلحة في مرحلة مبكرة بعد التحرير وقبله لأجل أن تكون تابعة لها وتُنفّذ ما ترغب في تنفيذه في كل ليبيا، ما جعل الأحداث تتغيّر إلى ما هي عليه الآن، في وقتٍ كان من المفترض أن يجلس فيه الليبيين و يُقرّروا لوحدهم، كيف سيكون مستقبل بلدهم وأن يتجاوزا الخلافات، ويُعطوا درسا أن ليبيا فوق الجميع.