في اليوم العالمي للحد من الكوارث.. زرع “بذور تدمير البشرية” مستمرة
كشف تقرير أممي حديث، أن العشرين عاما الأولى من القرن الحالي شهدت ارتفاعا هائلا في الكوارث المرتبطة بالمناخ، فيما فشلت كل الدول تقريبا في منع “موجة” الوفيات والمرض الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
ووفقا للتقرير، الصادر بالتعاون مع مركز بلجيكا لأبحاث وبائيات الكوارث، والذي يأتي تزامنا مع اليوم العالمي للحد من الكوارث، الذي يُصادف اليوم 13 أكتوبر، تم تسجيل 7,348 كارثة بأنحاء العالم خلال العشرين عاما الماضية، ولقى 1.23 مليون شخص مصرعهم، بمعدل 60 ألفا كل عام، وبلغ عدد المتضررين من تلك الكوارث أكثر من أربعة بلايين شخص.
وعن الجانب الاقتصادي، أشار التقرير أن الكوارث أدت إلى خسائر تقدر بـ2.97 تريليون دولار للاقتصاد العالمي. وأن البيانات تُشير إلى أن الدول الأفقر شهِدت معدلات وفيات تزيد بمقدار 4 مرات عن الدول الأغنى.
ووفقا للتقرير الأممي، أن السنوات العشرون السابقة لهذه الفترة أي بين عامي 1980 و1999، قد شهدت 4,212 كارثة طبيعية، و1.19 مليون وفاة وتضرر أكثر من ثلاثة بلايين شخص وخسائر اقتصادية تبلغ 1.63 مليار دولار.
وأضاف التقرير، أن الباحثين يصرّون على أن الارتفاع الكبير في الأزمات المرتبطة بالمناخ هو السبب الرئيسي لتلك الزيادة.
وعلّقت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالحد من الكوارث، مامي ميزوتوري، بقولها : “إن وكالات إدارة الكوارث نجحت في إنقاذ الأرواح عبر تحسين الاستعدادات وتفاني الموظفين والمتطوعين. إلا أن المخاطر المحتملة ما زالت تتزايد أمامهم، وخاصة بسبب الفشل الذريع من الدول الصناعية في خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري”.
ووصفت ميزوتوري ما يحدث: “إننا نحول موطننا الوحيد (كوكب الأرض) إلى جحيم لا يمكن العيش فيه لملايين الناس”.
وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالحد من الكوارث، عن دهشتها لاستمرار الدول في غرس بذور تدمير البشرية، على الرغم مما يقوله العلم وتظهره الأدلة.
وعن الطقس، ذكرت الممثلة الخاصة للأمين العام: “على الرغم من أن حوادث الطقس “التي توصف بالمتطرفة” أصبحت أكثر اعتيادا خلال العشرين عاما الماضية، لم تطبق سوى 93 دولة استراتيجيات للحد من الكوارث على المستوى الوطني قبل الموعد النهائي المحدد بنهاية العام”.
وأكدت ميزوتوري، أن “إدارة مخاطر الكوارث تعتمد على الإرادة السياسية قبل كل شيء، والوفاء بالوعود المعلنة في اتفاق باريس للمناخ وإطار عمل سنداي للحد من مخاطر الكوارث”.
وحذّر التقرير الأممي، أن مستوى الاستعداد والاستجابة والارتفاع المتوقع في درجات الحرارة يهدد بضياع تلك المكاسب في الكثير من الدول، على الرغم من إشارة التقرير إلى بعض النجاح في حماية المجتمعات الضعيفة من بعض المخاطر بفضل أنظمة الإنذار المبكر الأكثر فعالية.
وكشفت المنظمة الأممية، أن العالم يسير في الوقت الراهن، “باتجاه زيادة في درجات الحرارة تقدر بـ3.2 درجة مئوية أو أكثر إذا لم تخفض الدول الصناعية انبعاث غازات الاحتباس الحراري بنسبة لا تقل عن 7.2 في المئة سنويا خلال السنوات العشر المقبلة لتحقيق ما اتفق عليه في باريس بشأن الحد من ارتفاع درجات الحرارة كيلا يزيد عن 1.5 درجة مئوية”.
وأفاد التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالحد من الكوارث، “أن الدول الغنية لم تفعل الكثير لمعالجة الانبعاثات الضارة المرتبطة بالتهديدات المناخية المتسببة في معظم الكوارث اليوم”، للاستعداد بشكل أفضل للكوارث، من الزلازل والتسونامي إلى التهديدات البيولوجية مثل فيروس كورونا،
وأشار التقرير الأممي، أن جائحة كوفيد-19 “فيروس كورونا” سلّطت الضوء على الكثير من أوجه القصور في مجال إدارة الكوارث، رغمًا عن التحذيرات المتكررة.
وأوصى التقرير، بقيام الحكومات على اتخاذ عمل عاجل لتحسين إدارة مثل هذا الكوارث المتداخلة، وتشمل المخاطر عدة عوامل مثل الفقر وتغير المناخ وتلوث الهواء، والنمو السكاني في المناطق الخطرة، والتوسع العمراني غير الخاضع للقواعد، وفقدان التنوع البيولوجي.