فقر المكتبة الرياضية.. صحفيون يشخصون لـ218 أسباب المشكلة (3)
لا يكاد يمر يوم إلا وتسيطر الرياضة، وعلى وجه الخصوص كرة القدم، على غالبية النقاشات في الحياة العامة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مراكز لتجمع محبيها.
هذا النهم في المتابعة اليومية لمجريات كرة القدم يطرح سؤالا مهماً عن الفقر المستمر في الإصدارات الرياضية المطبوعة التي من المفترض أن تروي عطش متابعي الرياضة، دفع 218 لتوجيه سؤال إلى مجموعة من الصحفيين في ليبيا، وبعض الدول العربية عن فقر المكتبة الرياضية مقارنة بباقي المجالات مثل الفن والأدب والعلوم وغيرها:
غياب التوثيق
جمعة الباوندي – صحفي رياضي
أعتقد أن غياب أو نُدرة الإصدارات الرياضية وبالأخص الكتب يعود إلى قلة المهتمين بالتوثيق والأرشيف والذين يعدون على أصابع اليد الواحدة.
وحتى الموجودين حالياً لا يمكننا لومهم على التقصير في إصدار ولو كتاب رياضي واحد في السنة لأنهم لا يحظون بالدعم أو التشجيع من الجهات المسؤولة بالإعلام أو شركات الطباعة باهظة الثمن.
كما أن الاتحادات والأندية الرياضية لا تولي اهتماماً بهذا الجانب المهم لتوثيق نشاطاتها وإنجازاتها.
الخلاصة أننا بحاجة لدعم وتحفيز إعلاميينا المهتمين بالأرشيف والتوثيق الرياضي حتى تكون لدينا مكتبة رياضية معتبرة كما هو الحال في أغلب دول الجوار والعالم.
تقصير الدولة
فوزي المنفي – صحفي رياضي
أعتقد من وجهة نظري أن ليبيا تزخر بعدد لا بأس به من الاعلاميين الرياضيين، لكن قليلا جداً من يتجه نحو مجالات الأرشفة والتوثيق وطباعة الكتب المُختصة بالجوانبِ الرياضيّةِ ، من جهة أخرى هناك تقصير كبير من الدولة الليبية في الاهتمام بهذا الجانب الهام جداً.
ابتعاد المشجع الرياضي عن القراءة
فرج الفرجاني – صحفي رياضي
لو تطرقنا للأسباب لوجدنا العديد منها والتي يمكن أن نضعها في عدة نقاط:
-عدم وجود دعم مالي من الدولة أو رعاية لمثل هكذا كتب وبذلك يغيب أهم وأقوى حافز لإصدار مثل هذه الكتب.
-الجمهور الرياضي الليبي بصفة خاصة، والمواطنون الليبيون عامة بطبيعة الحال غير معتادين على قراءة الكتب سواء الرياضية أو السياسية أو غيرها من الأصناف، إلا فئة قليلة، ما يصيب البعض من الكتّاب بالإحباط.
السيطرة الإلكترونية وتوجّه غالبية القراء إلى عالم الكتب الرياضية الإلكترونية –
-أخيرا قلة المعلومات الأكيدة والصحيحة وهذا ما نلاحظه الآن عبر صفحات التواصل الاجتماعي فالعديد من المعلومات يكون حولها لغط ونقاش بين المؤكد وبين الشك
“مش جايبة همها”
أسامة بحر – صحفي رياضي
مجموعة عوامل تؤثر في عدم وجود كتب رياضية معروفة
أولها قاعدة المتلقين المحلية ليست بالقاعدة التي تفضل القراءة وبالتالي فإن الجدوى التجارية لإنتاج وطباعة الكتب ليست مجدية (مش جايبه همها) وبالمقارنة مع الكتب الأدبية والروائية فإن الأدباء والمؤلفين في المجالات الأخرى كانت وجهتهم خارجية أكثر منها محلية وهذا الأمر بالنسبة للرياضة لم يكن بالجودة والتميز الموجود في غيرها من المجالات
الكتاب الورقي بصفة عامة فقد الكثير من المتلقين بظهور بدائل إلكترونية أرخص وأوفر وأقل تكلفة إنتاجية في العالم أجمع وليس فقط على الصعيد المحلي
اللغة عامل مهم جدا في انتشار وشهرة الكتب بصفة عامة والمؤلفات الرياضية جميعها مقتصرة على العربية فقط وتوجه الكتاب في كل الأصعدة والمجالات الرياضية محلي بحت، سواء من خلال الكتب الأرشيفية أو حتى الأكاديمية المتخصصة وهو ما يحد من انتشارها وتميز مؤلفيها
القوالب الدعائية والتسويقية للكتب الرياضية لا تزال ضعيفة وغير مركزة لأسباب تجارية متعلقة بالمردود المادي المتوقع من الإنتاج
مع التأكيد على وجود أقلام رياضية متميزة، لكنها محدودة جدا لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة
الرياضة ليست مشروعا وطنيا
رمضان الحراري – صحفي رياضي
طالما أن الرياضة ليست مشروعا وطنيا فلا تنتظر أن يبدع المؤلفون في مجالها لأن النشر والطبع يحتاج صرفا ماليا لو تكفلت الدولة به سينجز الكتاب الرياضي، لكن ما أراه الآن هو مجرد اجتهادات بعيدة كل البعد عن المهنية التي يجب أن تتوافر في المطبوعات.
الخلاصة.. لابد من وجود جسم يواظب ويدقق في المطبوعات الرياضية، خاصة الكتب التي أصبحت تنتشر دون تأكيد للمواد التي تحتويها والتأكد من مصداقية وحقيقة هذه المعلومات.
اقرأ أيضاً:
فقر المكتبة الرياضية.. صحفيون يشخصون لـ218 أسباب المشكلة (2)