فقر المكتبة الرياضية.. صحفيون يشخصون لـ 218 أسباب المشكلة
لا يكاد يمر يوم إلا وتسيطر الرياضة وعلى وجه الخصوص كرة القدم على غالبية النقاشات في الحياة العامة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مراكز لتجمع محبيها.
هذا النهم الغزير في المتابعة اليومية لمجريات كرة القدم يطرح سؤالا مهماً عن الفقر المستمر في الإصدارات الرياضية المطبوعة التي من المفترض أن تروي عطش متابعي الرياضة جعل 218 توجه سؤالا لمجموعة من الصحفيين في ليبيا، وبعض الدول العربية عن فقر المكتبة الرياضية مقارنة بباقي المجالات مثل الفن والأدب والعلوم وغيرها:
شعبية الكتب لا توازي الرياضة
طارق محيي – صحفي رياضي مصري
بالفعل تحظى الرياضة بشعبية طاغية خاصة لعبة كرة القدم التي تعد اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ولأن جماهيرية الرياضة تطغى على غيرها من المجالات الأخرى، فإن الكتب التي تتحدث عن الرياضة لا تحظى بنفس انتشارها وشعبيتها وبالتالي يرى البعض أنها ليست معروفة كما هو الحال في الكتب التي تتحدث عن الأدب والفنون والعلوم.
ولكني أرى أن هناك كتباً رياضية عالمية معروفة خاصة في أوروبا وأمريكا، لأن الرياضة تعد مادة خصبة للكتابة في الغرب، لاسيما أن الكُتّاب هناك يمزجون بين الرياضة والسياسة والثقافة والاجتماع ويخرجون بكتابات تثري المكتبات لديهم. والدليل على ذلك فإن جريدة النيويورك تايمز الأمريكية تقوم مع نهاية كل عام باختيار أهم خمسة كتب رياضية أمريكية وتطرح قراءة مختصره لها.
أما لدينا نحن العرب فيوجد عندنا العديد من الكتب الرياضية في مجالات متنوعة أخص منها كيفية ممارسة الرياضة والفنون القتالية وكيفية بناء الأجسام وغيرها، ولكنها ليست معروفة ومنتشرة كما هو الحال في الكتب التي تتحدث عن الأدب والعلم والفنون، لاسيما أن معظم الرياضيين ليس لديهم الحس الأدبي للكتابة عن التجارب التي يعايشونها في مسيرتهم الرياضية.
وأرى أن نجوم كرة القدم العالميين أمثال الأسطورة بيلية ومارادونا والظاهرة رونالدو وميسي ورونالدو لديهم متابعين بالملايين على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعتقد لو أن هؤلاء النجوم يجيدون الكتابة الأدبية لحظيت كتاباتهم والكتب التي سيصدرونها عن تجاربهم ومسيرتهم الكروية برواج كبير يفوق كتب الأدب والفنون والعلوم.
بين الحياد والتعصب
أحمد الفيتوري – صحفي رياضي ليبي
ربما لأننا لا نملك الكُاتّب، وربما أيضا لا نملك البيئة الحاضنة للكتابة، وما بين الأمرين نحن لا نملك القارئ، والغريب أننا نحتاج بشدة لهذه العناصر، فالرياضة الليبية غير موثقة بكامل تفاصيلها، مثلا لماذا لا يصدر كتاب عن العيساوي أو بن صويد وبيزان وشنقب، وعبد الرحيم الزوي وأبطال ونجوم آخرين في مختلف الرياضات، لماذا لا يصدر كتاب عن قصص تأسيس الأندية، أعتقد أن الإجابات كثيرة وكلها محاطة بعوامل التوثيق والاستجابة والبحث، ويجب أن نسأل أنفسنا هل نحن قادرون عن إنتاج واستيعاب كتب رياضية بعيدا عن التعصب وبمنتهى الحيادية، هل نستطيع أن نكتب بشفافية، إن لم نستطع فماذا سنكتب؟
فقر في المصادر والدعم
عياد العشيبي – صحفي رياضي ليبي
تعاني المكتبة الرياضية من فقر شديد في الكتب الرياضية الأسباب كثيرة منها عزوف الإعلاميين الرياضيين عن التخصص في الثوثيق، ثانيا للفقر الشديد في المصادر ونلاحظ أن كل الكتب الرياضية ركزت إما على السيرة الذاتية في شكل لقاءات مع نجوم الرياضة أو رصد لنتائج مباريات الدوري والمنتخب، الشيء الآخر عدم وجود الناشر الذي تستهويه المادة الرياضية خشية الخسارة خصوصا أن هناك فجوة بين القراء وبين الرياضة فالتوجه هو المشاهدة ومتابعة الأخبار، وأخيرا الاحتراف المهني مفقود.
بحيث يتفرغ الإعلامي للبحث والسعي لتوفير مادة الكتاب أمام ضغوط الحياة والمردود المادي هناك أكثر من 40 رسالة ماجستير ودكتوراه تخص كرة القدم موجودة الآن داخل أروقة كلية التربية البدنية، ماذا لو حولت إلى كتب تثري المكتبة وهناك أكثر من 100 رسالة في بقية الألعاب، أنا أرى أن الأسباب تكمن في قلة عدد الإعلاميين المتخصصين، ثانيا عوامل الطبع. والداعمين والتسويق، ثالثا فقر المصدر، رابعا قلة ذات اليد للإعلاميين، خامسا العزوف عن القراءة.
الكتب ليست ملعب الرياضة الرئيسي
عبد الفتاح زكري – صحفي رياضي ليبي
أعتقد أن الأمر مختلف كثيرا بين العلم والأدب والفن وبين الرياضة فكل واحد منهم له ملعبه، فالكتب هي ملعب العلم والأدب بينما الرياضة ملعبها الميادين والساحات غير أن هذا الواقع لا ينفي أو يلغي وجود عديد الكتب التي تهتم بالشأن الرياضي، منها ما هو تعليمي وهو متداول في كليات التربية البدنية بالجامعات، ومنها ما هو تثقيفي خاص بطرق التدريب مثلا أو موسوعات رياضية أو توثيقية للأنشطة الرياضية المختلفة محليا ودوليا.
وفي بلادنا نفتخر بوجود كُتّاب اهتموا بالجانب التوثيقي يأتي على رأسهم الأستاذ فيصل فخري والأخوان جرناز الذين قدموا للمكتبة الرياضية عديد الكتب القيمة بالإضافة إلى المرحوم نوري فرحات والغدامسي وغيرهم كثير لا يسع المجال لذكرهم.
إذا الرياضة هي أيضا لها نصيب في هذا المجال وإن كان محدود لكنه قيم.
غياب ثقافة الكتب
صافي نواردية – صحفي رياضي جزائري
الأسباب عديدة أولها أن متابع كرة القدم يبحث عن المعلومة مباشرة وسريعا إضافة إلى أن الكتب الرياضية على مستوى العالم ترصد في المجمل الجانب الأكاديمية أو التجارب الخاصة.
أما في المجتمعات العربية على وجه الخصوص ثقافة الكتاب غائبة فأغلب الكتب عبارة عن روايات أكثر من أي مؤلفات أخرى وربما مع الوقت تتحسن هذه النقطة أكثر.