“فضيحة ليبية” في أمستردام.. وليبيون: “خيركم يا هولنديين”
218TV|خاص
ليس موضوعا صحفيا عابرا هذا الذي أفردت له وسيلة إعلام هولندية بشأن ما يمكن اعتباره “فضيحة ليبية” وقعت على الأرض الهولندية طيلة المرحلة السابقة، إذ استطاعت ليبيا أن تحرز المركز الأول في قائمة أعدتها الشرطة الهولندية لمخالفات سير بشأن ركن السيارات فوق الأرصفة، وهي تبدو مخالفة جسيمة جدا وفقا لثقافة ووعي الهولنديين الذين يعتبرون هذه الأرصفة حقا أساسيا لهم للمشي فوقها، ولممارسة الرياضة، وليس لأن تقف السيارات فوقها. القصة الخبرية الهولندية التي أفرد لها موقع (DM) الهولندي مساحة، وأنشأ منها تقريرا تلفزيونياً كان يمكن أن تكون قصة عادية وعابرة لو أن من كانوا يخالفون القانون الهولندي، ويصفّون سياراتهم فوق الأرصفة كانوا مواطنين ليبيين عاديين، لكن من ترصدهم القصة هم أفراد البعثة الدبلوماسية الليبية، ويقومون بمخالفاتهم أمام مقر دبلوماسي يحمل اسم ليبيا وعلمها، وهنا مصدر “استغراب واندهاش” الهولنديين الذين قاموا بتحرير مخالفات للبعثة الدبلوماسية الليبية، لكن الأكثر مخالفة للقانون، وربما الأكثر طرافة هو أن البعثة الدبلوماسية لا تقوم بدفع هذه المخالفات المالية، وتتهرب منها بحجة حل المشكلة في وقت قريب وهو ما لا يحصل أبداً. الخبر ومقطع الفيديو الذي يتضمن مقابلات مع الشرطي وبعض سكان الحي الذين استغربوا “الفضيحة الليبية” في قلب إمستردام عاصمة بلد طواحين الهواء لقي انتشارا كبيرا في ليبيا، وهو ما دفع حلقة برنامج “البلاد” التي بثتها قناة (218TV) ليل الثلاثاء إلى الحديث المطول عن المخالفة الليبية الجسيمة، والتي ترسل إشارات هولندية إلى العالم بأن الليبيين بما في ذلك الرسميين والساسة منهم يخالفون القانون، ولا يزال أمامهم “شوط طويل” في احترام القانون قبل أن يستطيعوا أن يتبنوا ثقافة سياسية تحترم القانون وسيادته أولا، علما أن القصة الخبرية قد تطرقت إلى طرافة من نوع آخر حين قالت إن الشرطي الذي دخل إلى المقر الدبلوماسي للتبليغ عن المخالفات رأى ما هو صادم فغرفة الاستقبال لا أحد فيها نهائيا، فيما حلق التفتيش الإلكتروني إما أنه عاطل أو لا يعمل أبدا فقد دخل الشرطي من تحته ومعه هاتفه المعدني من دون أن تنطلق صافرة واحدة. كثيرون يقولون على سبيل السخرية إن على الهولنديين ألا يتشددوا في مسألة من هذا النوع، فهذه تعتبر أقل المخالفات لشعب حكمه نظام ديكتاتوري لمدة تزيد على أربعين عاما كان خلالها يخرق قوانين الدول التي يذهب لحضور مؤتمرات وقمم فيها عبر إقامة خيمته في مواقع مخالفة للقانون، وإنه كان يُبذّر أموال الليبيين على كل ما له صلة بمخالفة القانون، فيما يسخر آخرون موجهين كلامهم للهولنديين: احمدوا الله أنه لم يكن لديك قائد يخاطب الدول الأخرى بـ”عبارة طز”.