فزان والنفق المظلم
رمضان كرنفوده
تعتبر فزان من أهم أقاليم ليبيا من حيث موقعها الجغرافي بتحكمها على بوابة ليبيا على أفريقيا وتحمل بطنها من ثروات طبيعية إلى جانب كونها سلة غداء ليبيا وتجانس مكونات المجتمع الدي يعتبر فسيفساء ليبيا تجدهم يعيشون فيها منذ فترة طويلة..
هذا الإقليم يعاني ولا يزال من التهميش والإقصاء من قبل كل الحكومات على مر الزمن وعدم اهتمام نخبه بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية بهذا الإقليم الذي أنجبهم وتعلموا فيه وأكلوا من خيراته.
أصبحت فزان وأهلها منذ فترة طويلة يعانون الأمرين من تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية ولكن ما زاد هم الفزازنة هو الوضع الأمني الذي أجبر الكثير منهم على الهجرة إلى الشمال حيث الأمن واستقرار الوضع الحياتي.
أسباب الهجرة يدرك أهل فزان أن ما يحدث مقصود من قبل الحكومات الليبية المتعاقبة التي لا تعير لفزان اهتمام كبير حتى وإن كان هناك ممثلين لهم في الأجسام التشريعية والتنفيذية والأمنية والعسكرية حتى وصل بهم الحد إلى أنهم باتوا غير واثقين في كلام مسؤولي الدولة الليبية بسبب كثرة الوعود والكلام الذي لم يثمر بثمرة واحدة.
وبالمقابل هناك من يقول إن سلبية أهل وسكان فزان هي السبب في كل ما يجري حيث أنه لديهم قرابة 5000 ضباط وعسكري نائمون في بيوتهم ويتقاضون مرتباتهم وتركوا مقراتهم ومكاتبهم خاوية على عروشها رغم محاولة البعض منهم فعل شيء لكن لا حياة لمن تنادي.
تفاقم الوضع الأمني في فزان من قتل وخطف وسطو مسلح أرهق الليبيين. لكن ذلك وصل إلى الأجانب الذي يعملون فى مشاريع تنموية تعود على فزان وليبيا بالخير من اختطاف فنيين يعملون في مشاريع مثل مطار غات ومحطة أوباري الغازية وحقل الشرارة النفطي.
و احتار الفزازنة من الذي يخطف ومن الذي يحاور ومن الذي يدفع وكم يدفع ولماذا الغموض فى كل ما يحدث وهذا ما جعل الفزازنة يشكون في كل شيء من حولهم ومن حكوماتهم التي لا تعير لهم أهمية بل أصبحت المنظمات الدولية هي التي استلمت زمام الدولة في فزان بما تقوم به من أعمال في البنية التحتية وان كانت بسيطة وتوزيع الدواء والغذاء على أهل فزان التي كانت أيام الشر تصدر في التمور إلى مناطق ليبيا في السنوات العجاف.
ما شكك أهل فزان عدم ثقتهم بما يصرح بها مسؤولي الحكومة الليبية سواء كانوا مدنيين أو عسكريين في سيطرتهم على فزان من أجل ضبط الأمن والحدود وتكليف ضباط ولكن اعتبروا ذلك مكاسب سياسية فقط من أجل من يسيطر على فزان سواء من الشرق والغرب الليبي.
ومما زاد الطين بله هو عدم ثقة الفزازنة بكل مكوناتهم الاجتماعية بمن يمثلهم فى الأجسام المحلية من بلديات أو حكماء أو أعيان الذين قالوا إنهم قسموا أنفسهم على الشرق والغرب من أجل مصالحهم فقط وما يتحصلون عليه من مكاسب إلى جهويتهم وقبائلهم.